الملحق الثقافي-سلام الفاضل:
في زمنِ الفضاءِ الأزرق
ما عاد العنبُ يُسْكر
ولا عاد التفاحُ يُسْكر
ولا عادت عينُكِ
في محجرها تذبح
صندوقٌ للفرجةِ
هنا يُفتح
وآخر يُقام للحوارِ
وثالثٌ لرمي الغزلِ المبتورِ
ورابعٌ لعقدِ المواعيد
وتنظيمِ الأدوار
كلامٌ على غير هداه
يُطلق
والغيدُ الحسانُ
ملقياتٌ صرعى
في قوائمَ
دُعيت زوراً
صداقة
ورجالٌ ضعافٌ
أمام كلِّ من سُميت
في شهادة الميلاد
امرأة
يتسمرون حتى الصباح
أمام شاشةٍ بكماء
في زمنِ الفضاءِ الأزرق
غدا الوفاءُ أسطورةً
والحبُ الأوحدُ وهماً،
وتخاريفَ، وغباء
ففي الساعةِ الرابعة
يجب أن أحب حبيبي
لأن الساعةَ الخامسةَ
هي من نصيب ليلى،
أو سعاد، أو هيفاء
في زمنِ الفضاءِ الأزرق
بات الجمالُ
من أبخسِ الأشياء
والأنوثةُ برسمِ السؤال
والحُسنُ تحت مبضع
الجراح
فالشعرُ مصبوغٌ،
والوجهُ مصنوعٌ،
والعيونُ لا لون لها
والصورُ غاباتٌ من
الشفاهِ، والأثداء
في زمن الفضاء الأزرق
بات الحبُ أضحوكةً
ومسرحيةً يفشلُ في أدائها
الأبطال
فالجميلاتُ تطاردن فرائسَهن
والفريسةُ تعشقُ الصياد
فتدع من تحب
غير عابئة بالوعدِ،
والوجدِ، والأيام
وتسلمُ سلاحَها
وتخرُّ أمام
عارمةِ الصدرِ
مكتنزةِ الأرداف
في زمنِ الفضاءِ الأزرق
ما عاد من شيء
ينفع
فالعنبُ لن يصير خمراً
والحبُ بات كالعنقاء.
التاريخ: الثلاثاء30-7-2019
رقم العدد :17037