ضيق الحال لن يخطف بهجته..!!

 

تعد الأعياد مواسم فرح وسرور بطابعها الاجتماعي والروحاني لما تحمله من طابع احتفالي بأشكال مختلفة تناسب كل الأسر بما يضفي أوقاتا سعيدة للأفراد وتنشر الطاقة الايجابية فيما بينهم ففي الاعياد ينتشر الفرح وتنشط العلاقات الاجتماعية والاسرية بين افراد العائلة جميعا ذلك لما ينشره العيد من مودة وفرح بين الأفراد كافة وبالأخص للأطفال فتكمن بهجته بالملابس الجديدة التي يرتديها وبالألعاب و المأكولات الشهية المتنوعة و الحلويات اللذيذة التي كلما غلا ثمنها كانت أطيب وأشهى 0لكنه بكل ما يحمله من بهجة وفرح فانه يحمل معه بأخر الصيف هموم اقتصادية كبيرة تجثم على كاهل العائلة وخاصة بعد ارتفاع الاسعار المتتالي لكل البضائع والسلع التي تباع بالأسواق بدءا من الملابس التي وبدون ادنى شك غدت خيالية بالنسبة للأسر التي فيها أكثر من طفل فأصبح من الصعب على الأسرة التي يبلغ عدد أفرادها أكثر من ثلاثة أو أربعة ان تكسيهم كلهم ملابس العيد .
فأصبحت الأسر التي تتمتع بدخل محدود همها الأول و خاصة ربات الأسر أن يرتدي أولادها ملابس جديدة ويشعرون بمتعة العيد و فرحته ونجد الجميع دون تمييز بين فقير وغني يسعى لتحقيق ذلك من اجل بسمة طفلهم بالعيد 0
لكننا نجد الاسر الفقيرة تبذل مجهودا اكبر في البحث بالأسواق الشعبية وغيرها عن ملابس ملائمة لكافة ابنائها وبسعر يتناسب مع دخلها المحدود لذلك نجد العديد منهم يتجه الى الأسواق المستعملة ربما يجدون ضالتهم فيها سواء من ناحية السعر وكذلك الكمية فتراهم يشترون عدة قطع بسعر قطعة جديدة واحدة وأحيانا اخرى نجد أسعار الملابس في السوق المستعملة تضاهي اسعار الملابس الجديد ة 0
وبعض السيدات يبحثن عن الجودة العالية للقطعة والتي تكفي أولادهم خلال فترة العيد وأول أيام العام الدراسي
و الغالبية العظمى من هذه الأسر تستغني عن ملابس العيد للطفل بقطعة واحدة فقط جديدة كي تكمل باقي احتياجاتها لهذا الشهر من أمتعة وحاجيات العام الدراسي الذي أصبح على الأبواب فتدبر بعض الأسر في الأعياد احتياجاتها تدبيرا وتقتيرا دون أن يكون هناك لا ملل من ذلك ولا كلل ,فالحالة تقتضي ذلك دون أدنى شك ومع ذلك كله نجد الأطفال في هرج ومرج ومرح وبسط يلعبون في الأزقة متباهين بما يلبسون وبما يلعبون غير آبهين بالوضع الاقتصادي الذي يشغل بال ذويهم ونجد هم مع هذا الركض والبحث والتفتيش عما يناسب الجيبة ويلائم العائلة انهم يقومون ببعض المعايدات الخجولة للجيران الى حد ما سعيا منهم الى احياء الروابط الاجتماعية على اختلافها الاسرية وعلاقة الجيران والأصدقاء فيما بينهم0
ونجد ببعض الأحياء لا معايدة ولا زيارات لبعضهم البعض إلا ما ندر نجدهم يعايدون بعضهم البعض عندما يصادفون بعضهم البعض 0
وأخيرا هناك بعض الأشخاص يختصرون العيد بمعايدة تصل الى من يريدون عبر وسائل التواصل الحديثة والتي اصبح لها دور كبير بهذه المناسبات فالناس تعايد بعضها البعض دون أن تكلف نفسها عناء الزيارة والمعايدة عن قرب لذلك اسهمت وسائل التواصل الاجتماعي وبشكل كبير في التقليل من العلاقات الاجتماعية والصداقة الحقيقية بين الناس لذلك علينا أن نعي ونوعي أولادنا لخطورتها ونعمل على توطيد العلاقات الاجتماعية التي تزرع الفرح والسرور بين الأفراد وتقوي الروابط بينهم
ميساء العجي

 

التاريخ: الأحد 11-8-2019
رقم العدد : 17047

آخر الأخبار
تأهيل مدارس وشوارع "الغارية الغربية" في درعا على نفقة متبرع  قراءة في العلاقات السورية – الروسية بعد  سقوط النظام المخلوع  هل أنهى ترامب الحرب بغزة حقاً؟  بعد سنوات من الظلام.. أحياء حلب الشرقية تتفاءل بقرب التغذية الكهربائية  حادثة "التسريب".. خرق للأعراف أم محاولة للتشويش على التقارب السوري- اللبناني؟ ارتقاء أربعة من حراس المنشآت النفطية في استهداف إرهابي بدير الزور ترامب يوافق على عمليات استخبارية ضد كراكاس وفنزويلا تستهجن حرب أوكرانيا..هل سببت بتراجع نفوذ روسيا في الشرق الأوسط؟  قطر الخيرية تطلق مشروعاً لترميم وبناء مساجد بريف دمشق الشرع يحدد العلاقات السورية - الروسية وفقاً للسيادة الوطنية "الأونروا": "إسرائيل" لم تسمح حتى الآن بإدخال المساعدات إلى غزة الأمم المتحدة: من المهم لسوريا ترسيخ علاقاتها مع جميع الدول زيارة الشرع الى موسكو.. تكريس جديد للعلاقة السورية - الروسية هل تكون جثث الرهائن الإسرائيليين حجة للاحتلال لمواصلة الحرب؟ "رواد الباشان" بين الدافع الأيديولوجي والتواطؤ الحكومي... مشروع استيطاني يتمدد في الجولان الشرع يبلغ بوتين أنه سيحترم كل الاتفاقات السابقة مع موسكو  العفو الدولية تطالب بالإفراج الفوري عن حمزة العمارين الانتهاكات الإسرائيلية ترهق المدنيين السوريين في حياتهم اليومية "الصليب الأحمر": تضافر الجهود الدولية لتأمين بيئة آمنة للسوريين  زيارة الشرع.. خطوة استراتيجية لضبط العلاقة مع موسكو