للعيد فرحته وبهجته ،التي لا نستطيع مهما ارتفع منسوب الآلام والأحزان خنقها ،ويتم تناسي وتجاوز الهموم ومتاعب الحياة ويجتهد الكل لإظهار الفرح بطريقة أو أخرى ،وتختلف بعض العادات والتقاليد من بلد لآخر ولكن يبقى للعيد فرحة ،أكثر ما تستقر في عيون الصغار .
التهنئة بالعيد ..
رسالة نصية جاهزة
بمقاربة أيامنا الحالية مع أيام مضت وزمن غابر نجد أن العيد اختلف مع المد الحضاري والتطور التكنولوجي بدءاً من معايدة (واتسية )أو (فسيبوكية )قد حلت محل الحضور الشخصي وبكبسة زر (إرسال إلى الكل)يتم الانتهاء من واجب التهنئة بحلول العيد ،وكثيرون لا يكلفون أنفسهم عناء قراءة رسالة تهنئة تسلمها من صديق أو قريب ولا كتابة واحدة جديدة ليرسلها ذاتها من جديد إلى العديد أيضاً.
تلك العادة التي استنبتتها الحياة العصرية وأفقدت هذا التقليد الاجتماعي نكهته الخاصة المميزة وهو من أجمل التقاليد الاجتماعية لأن التهنئة بالتزاور والاجتماع ببيت الكبير والحضور الجسدي والنفسي تدل على مدى الحب والتمسك بعرى الصداقة والأخوة،ولتوطيد أواصر العلاقات الاجتماعية بين ذوي القربى والمعارف ،وتلك التقاليد من ضرورات الحياة العصرية التي يجب الحفاظ عليها ونخصص لها من وقتنا الثمين لأهميتها في حياتنا الأسرية والاجتماعية والمهنية .
ترتيب البيت
بطابع احتفالي
طقوس احتفالية رائعة تبدأ قبل قدوم العيد وأول مراسم الإعداد لاستقباله ،ترتيب البيت بطريقة يغلب عليها الطابع الاحتفالي ونشاط يكون له عبق بهجة العيد ،عادة مازالت تخيم على كل الأسر لجعل المنزل بأبهى حلته ،وينهمك الأولاد على غير العادة لمساعدة أمهاتهم في جو عام من المرح والابتكار والاختراع لتغيير ديكور البيت .
وقهوة الصباح في نهار العيد لا تسبق واجب زيارة المقابر ،وإطلاق البخور ..تقليد توارثته الأجيال الواحد تلو الآخر للدعاء والترحم على الموتى وتزيين القبور بالرياحين والورود ،ولأخذ العبرة والعظة ..محطة تأمل واستذكار .
والعيدية.. مازالت صامدة
من أهم مظاهر فرحة الأطفال بالعيد ،هي العيدية وستبقى على مر الزمان صامدة رغم ضنك العيش ..وغلاء معيشة وهزالة راتب مهدود ،يحرص الجد والأب على منحها للأولاد حسب إمكاناتهم المادية لإسعادهم .
ومهما تعددت وتنوعت أنواع الحلوى التي لا تعد ولا تحصى في الأسواق تبقى أطباق الحلوى (كعك العيد )التي تنهمك ست الكل بصنعها تتفوق بطيب مذاقها ورائحتها الزكية على كل الأصناف وتعتبر من أهم التقاليد التي تعبر عن البهجة بحلول العيد ..
العيد ..أيام عطلة رسمية وإجازة من روتين ممل لشحن النفوس بالتفاؤل ،والأجساد بالنشاط والحيوية ،والقلوب بالفرح والسعادة،ومفاتيح السعادة كثيرة ولا تقتصر على المال ولا ترتبط ارتباطاً وثيقاً به ،هو فقط سبب من أسباب السعادة التي لا تأتي عبر الجلوس والانتظار..نحن من نصنعها ،نخلقها ونصر على امتلاكها ،وكل عام والفرح والسرور عنوان حياتنا .
رويده سليمان
التاريخ: الأحد 11-8-2019
رقم العدد : 17047