لأول مرة في سورية ..برنامج الجامعي الصغير للبناء الفكري المتكامل

ليست المصادفة وحدها ما يدفعك إلى الخوض في طريق اكتشاف الأفكار والمشاريع المجتمعية والتربوية الإبداعية ،بل هي الرغبة التي تبحث عنها باستمرار وتأمل أن تجد شيئا مفيدا يرافقك خلال رحلة عملك الدؤوبة برؤية وطريقة عرض صحيحة ،طموحة ، وممنهجة ..تغمرك السعادة وأنت تخط سطورها وتضيء لما بين السطور في لقاء مع قامات عمل لهم بصمة وحضور بالأفعال لا بالاقوال فقط على أرض الواقع ،لاتستهويهم الأضواء بقدر مايستهويهم أن يكونوا على قدر الواجب والمسؤولية الوطنية والتربوية والأخلاقية ..
في الطيف الواسع لمنبر معرض الباسل للإبداع والاختراع كان البنك المعلوماتي زاخرا بجهود وحصاد أعمال لها من القيمة المعرفية ما يناسب كل متطلبات مرحلة الاعمار وفي المقدمة بناء الإنسان الذي يعول عليه إنجاز كل مهام مقدمات التنمية والتي يبدأ إعدادها من مرحلة الطفولة المبكرة مرورا باليفاعة والشباب إلى ذروة النضج ما بعد الجامعة..
التعلم باستمتاع
وهذا ما عمل عليه برنامج الجامعي الصغير للبناء الفكري المتكامل والذي شعاره .. التعلم باستمتاع يحول الفشل إلى ابداع»عن أهمية هذا البرنامج هدفه ،خصوصيته،مدخلاته ومخرجاته كان الحوار شيقا مع الباحثة المدربة المهندسة فاتن الملا حمود المستشارة العلمية في جمعية المخترعين السوريين،ومدربة تنمية بشرية وبرمجة لغوية ومهارات متعددة ، ما يقارب خمسة عشرة عاما حيث قدمت لبرنامجها تعريفا بأنه برنامج بناء حقيقي متين لشخصية الطفل واليافع ،شامل لجميع المجالات لتعزيز التنمية الطفولية المستدامة، وهو برنامج تعليمي تدريبي للأطفال واليافعين، يطبق من خلال دورات نوعية هادفة علمية وعملية تتم متابعته بمستويات ممنهجة ،بشكل مبسط سهل ،تفاعلي،واستقصائي،ممتع يتناسب مع المرحلة العمرية ،عن طريق اللعب والمرح بشهادات معتمدة وموثقة ..
وأضافت بأن الجامعي الصغير برنامج بحثي يخص المجتمع الفتي بإعادة الاعمار،أهمية مخرجه أن يمتلك الطفل شهادة الجامعي العام كل التخصصات الجامعية كمرحلة أولى، وفي المرحلة الثانية يمتلك شهادة الجامعي المتخصص.
فكرة البحث
فكرة البحث برأي الباحثة حمود تقوم على أنه لدينا أطفال كثر لديهم ابداعات وطاقات مدفونة كامنة لذلك كانت الحاجة والواجب هو العمل على صناعة الإبداع الطفولي،وعلى لحظ جميع الفجوات والثغرات والمطبّات التي تصادف الطفل في مرحلة الطفولة فنعمل على تداركها وإيجاد مخرج لها من خلال خطوات مدروسة .
فهو لا يقدم للطفل تلقين نظري إنما اسلوب امتحان واختبار..وقبل إعطائه شهادة المدرب الصغير يكون اللقاء والاحتفال بمركز ثقافي أمام الأهل وحضور جمهور كبير ،بمعنى نكون متأكدين من أن المخرج نوعي تماما بحيث تم القضاء على الثغرة التي كانت موجودة عند الطفل.
يتضمن البرنامج شقين :الشق البنائي يشمل البناء النفسي كحالة ضرورية جدا فاذا ما أخذنا واقع أبنائنا وطلابنا وقدمنا لهم مايحتاجونه من أساتذة ودروس خصوصية فإذا لم يكن لديهم الرغبة في تلقي المعلومة لا نصل إلى نتيجة ،لذلك نرى الأهم هو في تجهيز البنية التحتية كاملة قبل البناء..إلى جانب دعم البناء الاجتماعي في حالات عدم الثقة،أو الانطوائية ،الاكتئاب لذلك يتم اللجوء إلى دورة الكوتش المدرب الصغير للقضاء على الخجل عبر التواصل مع الآخرين ،وتعليمه على كيفية ترتيب الأفكار والقدرة على الارتجال والتخلص من مواقف مزعجة بشكل تسلسلي. إضافة الى دعم مفهوم الذكاء العاطفي فاذا كان المرء محترما ذاته فهو يحترم الآخرين بالتأكيد .
كما يتم العمل وفق البرنامج على مهارات الركن الإبداعي بتعليم الطفل واليافع كيفية اكتساب المعلومة لتوليد الأفكار بحيث يصبح الأمر لديه بمثابة شغف.
وأشارت الباحثة حمود لأهمية الموضوع التربوي الأخلاقي الذي تبنى عليه الأمم وهذا الموضوع لا يكون بشكل مباشر بل يستخدم مع الأطفال أساليب ضبط الذات من دون أوامر.
محو الأمية الجامعية
ويتضمن الشق المعرفي: ركن الجامعي العام التمهيدي،أي العمل على محو الأمية الجامعية وتمكين المرء من الثقافة العامة لكل شيء يتعلق بالصحة والمعرفة والحياة كما توضح المدربة حمود التي تعمل وفريقها على نقل المعلومات إلى الأطفال من خلال الكورسات ..فعندما نركز على دعم قدرات مفهوم الطبيب الصغير أو المخبري الصغير على سبيل المثال فيجري اطلاعه على وظائف الأجهزة الطبية ،جهاز تحليل السكر،الأنابيب المستخدمة ،متى نحلل،وكيف نحلل،هي ليست معلومات عميقة بالتخصص لكنها خطوة مهمة من ناحية تعلم الطفل على كل التخصصات الجامعية ،كذلك حال المهندس المعماري الصغير يطلع من خلال البرنامج على مستويات المخططات الهندسية والأدوات المستخدمة من رسم وفحص تربة بحيث يقرأ قراءة علمية صحيحة في المستوى الأول كي يتمكن في المستوى الثاني من قص الماكيتات وفي المستوى الثالث التوصل لمشروع يحاكي مشروع التخرج «لمشروع العمارة «،وكل ذلك يتم عن طريق اللعب والمرح دون تعب أي إعطائه المعلومات بما يناسب كل مرحلة عمرية .
وحول بند الركن الجامعي التخصصي ذكرت مؤسسة المشروع أنه بعد جمع الصناديق ورؤية الأطفال لها من الداخل تأتي الأسئلة بعدما تعرف هؤلاء على الاختصاص ودخلوا فيها إلى سوق العمل ..(الطفل المخبري شم رائحة المواد أثناء التجارب والمهندس الصغير رأى السلالم وشم رائحة التراب وكيفية التخطيط على الأرض..فالمسألة الملحة بشكل عام هي امتلاك الرؤية الأولية لمجموع الاختصاصات الواسعة التي يتم التدريب عليها .بغية تعزيز اختبارات التفكير بمقياس هيرمان عن طريق الذكاءات المتعددة بحيث يتم اختيار الاختصاص المناسب الذي أحبه اي طفل وقادر على الخوض به..
التشبيك مع أساتذة الجامعات
والنقطة المهمة التي أشارت إليها الباحثة هي طريقة التشبيك القائمة مع أساتذة و دكاترة الجامعة وتلبيتهم للمساعدة في فهم المنهج بما يوافق كل مرحلة فيتم اعطاؤهم المعلومات بشكل سلس وسهل وعملي دون أي وجود لحالة التسميع وإنما المشاركة العملية بشكل حقيقي، لأن الطالب دخل الفرع بمتعة ومحبة وشغف،وبالتالي ستكون العلامة شبه تامة مع إغلاق فجوة مهمة في حياة الطالب.
وفي الشق التكنولوجي المعاصر ثمة فجوة هناك ايضا فهي تكنولوجيا حديثة لا نعرف عنها ربما إلا القليل مثل علم النانو ،والميكاتونكس،ومحاكاة الطبيعة وهذا الجانب يحتاج إلى شرح مختصين لتعريف مرحلة الطفولة بهذه التكنولوجيا المعاصرة بشكل مبسط وسهل .
وفيما يتعلق بالتفوق والريادة كآخر نقطة في الشق المعرفي الذي عمل عليه برنامج الجامعي الصغير فهو يعتبر فجوة كبيرة برأي الباحثة حمود بدليل أن الطالب الذي ينال الريادة على مستوى القطر يتوقف بعد الصف السادس عن متابعة هذا التفوق والريادة إلى الصف العاشر ما يجعل الانقطاع فجوة مضرة في حياة مستقبل الطالب،لذلك اعتمد البرنامج تطبيق مفهوم»تنمية طفولية مستدامة « حتى يصل المرحلة الجامعية ..
اكتشاف الإبداع
من أهم مخرجات البرنامج هو الحصول على طفل متوازن نفسيا،ومندمج اجتماعيا ومؤهل سلوكيا،وسوي عاطفيا،ومبدع فكريا، خلوق ومنضبط ذاتيا،تكنولوجي معاصر ،يمتلك شهادة الجامعي العام التمهيدية للفروع الجامعية كافة ،ومن ثم شهادة الجامعي التخصصي المناسب لشعبه وقدراته،ونمط ذكائه،مستمتع بدراسته،متجاوزا الفجوات والثغرات المستقبلية.
وعن خصوصية الدورات المتبعة أشارت حمود لأهمية دورة الباحث العلمي الصغير بالتعاون مع الهيئة العليا للبحث العلمي عبر تحفيزات ولقاءات مناسبة بشخصيته وإبداعه وشغفه ،و هناك المخترع التقني الصغير الذي يتم دعمه باكتشاف مفاتيح الابداع وتوليف الافكار التي تظهر لدينا حجم وأعداد الأطفال المخترعين الذين تفوقوا بمجالات مختلفة.بالاضافة الى دورة الكابتن الطيار الصغير وهي تحفيزية بشكل كبير لتعلم علوم الطيران.عن طريق مدربين يعملون في مجال الطيران..إلى جانب إعداد مدرب أطفال محترف للبناء الفكري للمتعلمين والتربويين المهتمين بهذا المجال،اعداد طالب جامعي تخصصي كمدرب أطفال محترف متخصص بفرعه من قبل خبراء مختصين.
مؤهل اكاديميا
ميزات البرنامج الذي ينجز لأول مرة في سورية «الجامعي العام الصغير، والجامعي التخصصي الصغير «انه يعتمد الأساليب العلمية المنهجية الجامعية وأسلوب البحث العلمي لكادر مؤهل أكاديميا وتربويا متخصصا.يفسح المجال للتعاون والتشاور مع الأهل لفتح دراسة تحليلية لشخصية الطفل للتعرف على نقاط ضعفه وإجراء الاختبارات الذكائية والمقاييس المعيارية لحل مشكلاته..تأهيل طلاب الجامعات التخصصية واعدادهم كمدربين اطفال محترفين بالبناء الفكري المتكامل وتأمين فرص عمل لهم .
اما استراتيجية البرنامج حسب رأي الباحثة حمود هي الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة ..التعاون والتنسيق والتشبيك مع الجهات المعنية كافة ..مع بناء علاقات وشراكات استراتيجية قائمة على الثقة والمعرفة المتبادلة .
اختيار التخصص
رسالة البرنامج هي الاستثمار الإنساني والفكري في الأطفال واليافعين وتقديم المعونة الشاملة لاستثمار وقتهم المهدور وطاقاتهم العالية بشكل مفيد وهادف.مايساعد على توجيه الأطفال والتابعين لاختيار تخصصهم الجامعي باستمتاع وتميز.
يذكر أن الفئات المستهدفة في برنامج الجامعي الصغير ..مرحلة الطفولة المبكرة من (٥-٨)سنوات..فئة الأطفال من (٩-١٢)سنة..فئة اليافعين من (١٣-١٧)سنة .
يذكر أن العمل على البرنامج استغرق أربع سنوات ويضم حوالي 500 طالب وطالبة ، والبرنامج محمي بموجب حماية حقوق الملكية الفكرية .

غصون سليمان
التاريخ: الثلاثاء 17-9-2019
الرقم: 17076

 

 

 

آخر الأخبار
السيطرة الكاملة على حريق "شير صحاب" رغم الألغام ومخلفات الحرب    بين النار والتضاريس... رجال الدفاع المدني يخوضون معركتهم بصمت وقلوبهم على الغابة    تيزيني: غرف الصناعة والتجارة والزراعة والسياحة كانت تعمل كصناديق بريد      تعزيز التعاون في تأهيل السائقين مع الإمارات بورشة عمل افتراضية     الإبداع السوري .. في"فعالية أمل" ريف اللاذقية الشمالي يشتعل مجدداً وسط صعوبات متزايدة وزير الطاقة: معرض سوريا الدولي للبترول منصة لتعزيز التعاون وتبادل الرؤى بطولات الدفاع المدني .. نضال لا يعرف التراجع في وجه الكوارث والنيران  وزير الطاقة يفتتح "سيربترو 2025"  وزير الطوارئ يتفقد مواقع الحرائق ويشيد بجهود الفرق الميدانية   500 سلة إغاثية لمتضرري الحرائق باللاذقية  السويداء على فوهة البندقية.. سلاح بلا رقيب ومجتمع في خطر  دمشق وأبو ظبي  .. مسار ناضج من التعاون الثنائي الحرائق تتمدد نحو محمية غابات الفرنلق.. وفرق الإطفاء تبذل جهوداً جبارة لإخمادها امتحانات البكالوريا بين فخ التوقعات والاجتهاد الحقيقي "لمسة شفا" تقدّم خدماتها الصحية والأدوية مجاناً بدرعا مشاريع خدمية بالقنيطرة لرفع كفاءة شبكة الطرق تطويرالمهارات الإدارية وتعزيز الأداء المهني بعد تدخل أردني وتركي..الأمم المتحدة تدعو لدعم دولي عاجل لإخماد حرائق اللاذقية متابعة التحضيرات النهائية لانطلاق امتحانات "الثانوية" في ريف دمشق