واشنطن تدعي قتل «البغدادي» في فانتازيا محاربة داعش … آلة تفريخ الإرهاب الأميركية لن تتوقف.. فما نسختها الإرهابية الجديدة؟

لأن عماد السياسة الاميركية للتدخل في شؤون الدول والهيمنة على مقدرات الشعوب يقوم بشكل اساسي على الارهاب تواظب الولايات المتحدة الاميركية على الدوام البحث بكل الاتجاهات عما يخدم تنفيذ اجنداتها العدوانية و تقوم خلالها بحروب مفتعلة لتحصيل مكتسبات وبلوغ اهداف سواء احتلالية ام عدوانية لارضاء هوس اداراتها بالهيمنة والسطوة الاستعمارية .. قرارات أميركا بغزو الدول وزعزعة استقرارها تنبع دوما من مصالحها وتصب في خدمة اطماعها ولذلك تتبع سياسة التحالف مع شياطين الارهاب لتحقيق مبتغاها الدنيء، وتمتهن كل اساليب الشر لتلك الغايات.
على سبيل المثال لا الحصر صنعت اميركا الارهاب وصدرته نحو العالم ليكون يدها الارهابية الضاربة لاستهداف الدول وفزاعة تمارس من خلالها ابتزاز دول اخرى عبر خلق فوضى تستثمر باجوائها وبالتالي تحقيق غاياتها الاستعمارية، وقد تجلى ذلك في زمن ما يسمى الخريف العربي، من تنظيم «داعش» الى «القاعدة» و»جبهة النصرة» وغيرها من المسميات الارهابية الكثيرة.
فـ»داعش» الصنيعة الاميركية، الذي قتل ودمر وأجرم بأبشع الطرق بحق المدنيين تحت مرأى ومسمع الاميركي وبدعم منه، هو اليوم حديث الرئيس الاميركي الذي أعلن فجأة عن عملية عسكرية انتهت بقتل متزعم التنظيم الارهابي المدعو ابو بكر البغدادي، ليخرج المهرج الاميركي على تلة عالمه الافتراضي ليذيع نبأ انتصار اميركا على طواحين ارهابها.
أما عن توقيت ذلك العمل الذي جرى تعويمه على سطح الاعلام إذا ما صدقت الرواية الاميركية فيبدو أن هناك الكثير من الامور التي باتت تضيق الخناق على ترامب فراح يبحث عن انجاز وهمي يرى فيه انه سينتشله من حفرة عزله وفي ظل كل المعطيات والكوابيس التي تلاحقه داخل وخارج البلاد.
فعلى صعيد الداخل الاميركي يأتي توقيت ذلك العمل المزعوم الذي أدعى ترامب بأنه ادى لقتل الارهابي البغدادي كورقة انتخابية وبالتالي كسب بعض النقاط التي من الممكن أن تقدم له بعض الدعم داخلياً على صعيد الانتخابات القادمة ولحمايته من كوابيس العزل.
أما خارجياً فقد تم اقصاء وتنحية واشنطن عن المشهد السياسي بعد ان ثبت انها المعرقل لكل عمليات البحث عن حلول نهائية ولا سيما في سورية التي بدأت تنسحب منها مهزومة فالصفعات كانت متتالية على الوجه الاميركي بعد أن دعمت ومولت بمئات المليارات لتدمير سورية والعراق نجدها اليوم على عكس المرسوم خاسرة في كل رهاناتها ،تلك الخسائر اصابتها في الصميم ودفعت الرأي العالم الداخلي الاميركي للبحث عن اسباب الهزائم وبالتالي عن كل ما هو فاسد في ادارة ترامب وحشره في زاوية الاتهام المباشر.
الولايات المتحدة الاميركية لا تفعل أي شيء إلا في سبيل غاياتها القذرة فهي لن تحرق ورقة البغدادي إلا لتعوم بعض الاوراق الارهابية الاخرى وهذه عادتها، فبعد مزاعمها بالقضاء على متزعم تنظيم القاعدة الارهابي اسامة بن لادن، سارعت الى تعويم الارهابي البغدادي وتسليمه الصلاحيات الارهابية.
وفي محاولات اميركا لتسويق مشهد معين اعلاميا ودعائيا يزداد التساؤل عن ماذا تخطط واشنطن وما البدائل الارهابية الجديدة في الجعبة الاميركية التي ستسثمر بها في المنطقة والعالم.
وللعلم أن القوات الاميركية الغازية للعراق كانت قد اعتقلت في شباط 2004 البغدادي في مدينة الفلوجة وأرسلته إلى معسكر اعتقال ظل به مدة 10 شهور، ومن ثم افرجت عنه للبدء بما يسمى زمن الارهاب ليكون هو المنفذ لاجنداته
يشار الى ان داعش الارهابي برز كنسخة جديدة من اصدارات الارهاب الاميركي وانبثق من تنظيم «القاعدة» الارهابي في العراق الذي أسسه الارهابي أبو مصعب الزرقاوي في عام 2004 بدعم وتخطيط اميركي وذلك تزامنا مع العدوان الاميركي على العراق وغزوه عام 2003 وسرعان ما تعاون الارهابي ابو بكر البغدادي مع متزعم «جبهة النصرة» الارهابي أبو محمد الجولاني الذي حاول الاستفادة من الارهابيين في استهداف الدولة السورية إلا أن الارهابي البغدادي أراد تأسيس خلافته المزعومة الخاصة وطبعا حسب التعليمات الاميركية ليتمدد ارهابه واجرامه الى الاراضي السورية ، وفي ربيع 2013 أعلن الارهابي البغدادي أن «جبهة النصرة» هي جزء من تنظيم «داعش» وكلاهما ينفذان الاوامر الاميركية و صنيعة مختبرات شرورها .
في حزيران 2014 استولت «داعش» الارهابية على الموصل ثاني أكبر مدن العراق، ومن هناك أعلن مايسمى المتحدث باسم «داعش» ما سماه «الخلافة» ، وأعلن البغدادي نفسه متزعم على رأس التنظيم الارهابي.
الثورة- رصد وتحليل

 

التاريخ: الأثنين 28- 10-2019
رقم العدد : 17108

 

آخر الأخبار
تفاهم بين وزارة الطوارىء والآغا خان لتعزيز الجاهزية لمواجهة الكوارث رحلة التغيير.. أدوات كاملة لبناء الذات وتحقيق النجاح وزير الصحة من القاهرة: سوريا تعود شريكاً فاعلاً في المنظومة الصحية في يومه العالمي ..الرقم الاحصائي جرس إنذار حملة تشجير في كشكول.. ودعوات لتوسيع نطاقها هل تتجه المنطقة نحو مرحلة إعادة تموضع سياسي وأمني؟ ماذا وراء تحذير واشنطن من احتمال خرق "حماس" الاتفاق؟ البنك الدولي يقدم دعماً فنياً شاملاً لسوريا في قطاعات حيوية الدلال المفرط.. حين يتحول الحب إلى عبء نفسي واجتماعي من "تكسبو لاند".. شركة تركية تعلن عن إنشاء مدن صناعية في سوريا وزير المالية السعودي: نقف مع سوريا ومن واجب المجتمع الدولي دعمها البدء بإزالة الأنقاض في غزة وتحذيرات من خطر الذخائر غير المنفجرة نقطة تحوّل استراتيجية في مسار سياسة سوريا الخارجية العمل الأهلي على طاولة البحث.. محاولات النفس الأخير لتجاوز الإشكاليات آلام الرقبة.. وأثر التكنولوجيا على صحة الإنسان منذر الأسعد: المكاشفة والمصارحة نجاح إضافي للدبلوماسية السورية سوريا الجديدة.. دبلوماسية منفتحة تصون مصلحة الدولة إصدار صكوك إسلامية.. حل لتغطية عجز الموازنة طرق الموت .. الإهمال والتقصير وراء استمرار النزيف انضمام سوريا إلى "بُنى".. محاولةٌ لإعادة التموضع المصرفي عربياً