أرقــام!

 

لم يخلُ مشروع قانون الموازنة العامة للدولة لعام 2020 الذي تتم مناقشته تحت قبة البرلمان من انتقادات واسعة ولا سيما لجهة الاتساع الكبير بين الأجور ومستوى المعيشة، بمعنى أنها لم تتطرق إلى الوضع المعيشي وكيف يمكن تحسينه في ظل انخفاض الإيرادات العامة والتي أدت إلى تخفيض اعتمادات الدعم من 811 مليار ليرة إلى 372 مليار ليرة.
المواطن لا تهمه لغة الأرقام وكل ما يريده هو تأمين المتطلبات الأساسية لحياته في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وتحسين المستوى المعيشي من خلال زيادة الرواتب والأجور التي ستنعكس بالتأكيد على المستوى المعيشي والتي يبدو أنها مرتبطة بتأمين وفورات على حد تعبير وزير المالية تتحقق من خلال تفعيل عجلة الإنتاج الزراعي والصناعي.
في الواقع عندما نتحدث عن الموازنة نتجه مباشرة نحو وزارة المالية وقدرتها على تحقيق تحصيلات ضريبية لتأمين إيرادتها لكن ذلك لن يتحقق بدون نظام ضريبي عادل يحارب التهرب الضريبي بحيث يتحمل الجميع المسؤولية ولا سيما قطاع الأعمال الذي لا يسهم إلا بنسبة 15% من التحصيلات الضريبية.
نتفهم جميعاً الظروف الحالية لكن هذا لا يمنع من ابتكار حلول لدفع الإدارة الضريبية للقيام بدورها وإنجاز ما هو مطلوب منها خاصة مع وجود ملفات ضريبية متراكمة منذ سنوات لم يتم إنجازها حتى الآن علماً أنه كان بالإمكان إنجازها وتحقيق تحصيلات أكثر من جيدة على هذا المستوى.
طبعاً في جميع دول العالم تعتبر الضريبة معياراً للعدالة، أو بالعكس تماماً يعتبر التهرب الضريبي نقيضاً للأول ويعني بوضوح أن ثمة منتفعين لا يدفعون الضرائب ويتهربون منها ويسنون القوانين لمصلحتهم مقابل فئة (متواضعة) الدخل تتحمل أعباء ضريبية لا تتناسب ومستوى دخولها وهو ما يجعل الفوارق تزيد بين مواطني البلد الواحد.
وبالعودة إلى مشروع قانون الموازنة فإنه من المفترض أن يأخذ بعين الاعتبار الآثار التي ستنعكس على المواطن والاقتصاد بشكل عام لذلك لا يكفي أن يكون لدى وزارة المالية الرغبة بالتحصيل بل البحث عن المطارح الضريبية الحقيقية التي لا تؤثر على المستوى المعيشي للمواطن بل تسهم بتوزيع الدعم لمن يستحقه، لذلك ما علينا سوى الانتظار لمعرفة الآلية التي ستعمل من خلالها وزارة المالية لتأمين بنود موازنة 2020.
ميساء العلي
التاريخ: الأربعاء 30 – 10-2019
رقم العدد : 17110

 

آخر الأخبار
"أطباء بلا حدود" تبحث الواقع الصحي في درعا نهضة جديدة..إقبال على مقاسم صناعية بالشيخ نجار وزير الخارجية اللبناني: رفع العقوبات عن سوريا يساعدها بتسريع الإعمار ترميم قلعة حلب وحفظ تاريخها العريق محافظ درعا يتفقد امتحانات المعهد الفندقي "الطوارئ والكوارث": أكثر من 1500 حريق و50 فريق إطفاء على خطوط المواجهة دول الخليج تتوحد في تقديم المساعدة والاستثمار في سوريا واشنطن تتحدث عن السلام.. هل يلتزم الاحتلال الإسرائيلي بوقف اعتداءاته؟ سوريا تطلق إصلاحات السوق لجذب المزيد من الاستثمارات وتحفيز إعادة الإعمار نقابة المهندسين الأردنيين: إعمار سوريا استحقاق يتطلب تضافر الجهود عربياً ودولياً بين الحصار والانفراج.. هل تفتح المصارف السورية أبواب العالم؟ ترامب يفكك برنامج العقوبات من أجل سوريا مستقرة قرار رفع العقوبات.. خبراء لـ"الثورة": يعيد تشكيل المشهد السياسي والاقتصادي في المنطقة وزير المالية: رفع العقوبات انطلاقة اقتصادية واستثمارية جديدة سوريا تصنع المستقبل.. نظام استثماري جديد يعيد رسم خريطة الصناعة ويطلق العنان لرؤوس الأموال روبيو: واشنطن تتخذ خطوات إضافية لدعم سوريا موحدة خربوطلي لـ"الثورة": مع انفتاح الأسواق.. سوريا بحاجة للانضمام لـ"التجارة العالمية" قلق الامتحانات يؤرق الطالب والأهل.. د. السلامة: تحويل الانتكاسات لنقاط قوة تنظيم نقل الركاب في درعا وشكاوى على غلاء التعرفة "التربية": دعم عودة اللاجئين والطلاب بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة