لم تكن السياسة الأميركية في يوم من الأيام بهذه الصراحة والوضوح، كما هي، ويجسدها الرئيس ترامب، بلا قفازات، وبلا خجل يعلن ما يريد من العالم وكأنه مزرعة ورثها أباً عن جد، بل ربما يذهب أبعد من ذلك ليعد كل الثروات ما في الأرض والبحار والسماوات، مسخرة لخدمة الامبراطورية الأميركية، ويجب أن تقدم لها ولسادة البيت الأبيض على طبق من ذهب، ليس من فضة.
ولا يظنن أحد ما أن ثمة خلافاً في ذلك بين الكونغرس الأميركي وباقي المؤسسات الأخرى، مثل وزارة الخارجية ومؤسسة الرئاسة ووزارة الدفاع البنتاغون، لا، الكل متفقون على الهدف العام والغاية والوسيلة التي تجعلهم يصلون إليها محببة، لا يهم، أهي الحرب والدمار والموت، المهم الآن ألا يسفك الدم الأميركي بأي مكان من العالم، وعلى الآخرين أن يقدموا ما لديهم طائعين صاغرين، جرب ذلك ترامب مع ممالك الرمال، وظن أن الأمر يمكن أن يضي بأي مكان من العالم، فجعلته صفاقته يغرد ويغرد حول الثروات السورية، ناسياً متناسياً أن السوريين هم أول من رفع شعار بترول العرب للعرب، إنهم من ضحى ودافع وما زال يبذل الدم في سبيل كرامة ترابه ووطنه، وصون المقدرات، وليس السوريون من تتم مخاطبتهم هكذا، ولا هم من يقبل مثل هذا الجنون كيفما كان، وأينما توجه، فهو هراء يرتد على صاحبه، كل حبة رمل وتراب فوق الأرض السورية مقدسة، وكل مقدرات سورية ملك للسوريين وحدهم، وليست ميراثاً لغيرهم مهما علا جنونه، ومن يظن أن البلطجة قد تجدي بكل لهو واهم، بل أكثر من ذلك، ربما وصل الدرجة الأخيرة بالحمق الذي لا برء منه.
ديب علي حسن
التاريخ: الأحد 3-11-2019
الرقم: 17113