استثمار الفائض النقدي لإنشاء مشروعات صغيرة سريعة المردود

لم يختلف الاقتصاديون اختلافاً عميقاً كما اختلفوا في توصيف وتحليل ظاهرة (التضخم) فمنهم من عبّر عنها بارتفاع الأسعار ومنهم من عزاها لارتفاع الكتلة النقدية أكثر من احتياجات الاقتصاد ومنهم من اعتبرها فجوة بين الطلب والعرض الكليين.
والواقع كما يقول الدكتور عامر خربوطلي مدير غرفة تجارة دمشق أن هذه الظاهرة على خطورتها وآثارها غير الحميدة على مجمل الاقتصاديات وبخاصة في حال وصلت معدلاتها لمعدلات كبيرة تتجاوز معدلات الفائدة فإنها تصبح عاملاً خطراً يجب معالجته.
وقال إن التعبير عن خطورة هذه الظاهرة هو بمثابة ضريبة (يدفعها الفقراء للأغنياء) أو ضريبة يدفعها تحديداً أصحاب الدخل المحدود من العمال والموظفين إلى أصحاب الدخل غير المحدود من أصحاب المهن والأعمال الحرة، منوهاً أن التضخم هو بمثابة خلل بنيوي يصيب الاقتصاد أو هو فجوة ما بين تدفقات الطلب الكلي المعبّر عنه بالكتلة النقدية وما بين تدفقات العرض الكلي المعبّر عنه بالكتلة السلعية أو الناتج المحلي الإجمالي، ونتيجة ذلك يحدث ارتفاع في أسعار السلع والخدمات إلا أن هذا الارتفاع هو بمثابة «سبب ونتيجة بنفس الوقت» فارتفاع الأسعار هو نتيجة للتضخم وسبباً أيضاً لاستمرار التضخم وارتفاع معدلاته.
وقال يمكن الوصول لنتيجة فعند حدوث معدلات تضخم مرتفعة فإن الموظف سيخسر من القيمة الحقيقية لدخله بمقدار معدل التضخم وصاحب الدخل غير المحدود سيستفيد من نفس هذا المعدل ارتفاعاً وهمياً في قيمة العقارات أو البضاعة، مبيناً أنه عند التضخم يزداد الفقير فقراً ويزداد الغني غناً وهي معادلة مقلوبة وغير مقبولة أصلاً بعرف جميع برامج التنمية التي تسعى لردم هذه الفجوة أصلاً ما بين الفقراء والأغنياء وفي مقلب آخر يساهم التضخم في رفع معدلات خصم القيم الحالية للتدفقات النقدية عند حساب جدوى المشروعات الاستثمارية من ناحية صافي القيم الحالية أو معدل المردود الداخلي باعتبار أن معدل الخصم يمثل معدل الفائدة على القروض طويلة الأجل ونسبة من معدلات التضخم ومعدل متوقع للمخاطرة ويعتبر ارتفاع هذا المعدل كابحاً للاستثمار لأن الأموال التي ستأتي مستقبلاً ستكون قيمتها الحالية أقل من القيمة التي ضحى المستثمر بها عند بدء استثماره.
وأضاف أن التضخم حالة غير مرغوبة اقتصادياً وعند حدوثها بمعدلات مرتفعة لأسباب اضطرارية كما حدث في سورية خلال فترة الأزمة فإن الحل السريع والمهم لتجاوز نتائجها غير الحميدة يكون باستثمار الفائض النقدي لتشجيع إقامة مشروعات صغيرة سريعة المردود لزيادة العرض الكلي أو الكتلة السلعية لمواجهة الكتلة النقدية حيث يسمح ذلك لاحقاً برفع مستوى دخل أصحاب الدخل المحدود بفضل تحسن مستويات التشغيل والعمالة وتزول حدة عواقب هذه الظاهرة الضارة وهذا ما تحتاجه سورية وهي تسير في خطوات التعافي الاقتصادي.

دمشق – الثورة :
التاريخ: الجمعة 22-11-2019
الرقم: 17129

 

آخر الأخبار
أهالي درعا يحتشدون في ساحة المسجد العمري ضد العدوان الإسرائيلي وعملائه درعا تشكّل لجنة طوارئ لاستقبال مهجّري السويداء في ظل تصاعد الانتهاكات غرفة طوارئ مشتركة واستجابة عاجلة..  بعد التصعيد الأمني بالسويداء بروس: واشنطن "لم تدعم الضربات الإسرائيلية الأخيرة في سوريا بيدرسون: التعويل على "الحماية الدولية" في السويداء طرح "غير واقعي" والحل يبدأ بحوار بين دمشق وأبنائه... دعم مستشفيات بصرى الشام وإزرع بمستلزمات طبية لجنة طوارئ بدرعا لمتابعة احتياجات مهجري السويداء الأمم المتحدة تدين تهجير البدو في السويداء وتدعو لوقف العنف والتدخلات الخارجية خطوة إصلاحية في السياسة الضريبية.. التدقيق المكتبي بديلاً عن الميداني أمير قطر يُهاتف الرئيس "الشرع" ويؤكد دعم بلاده لوحدة سوريا ألمانيا تؤكد دعمها للرئيس الشرع وتدعو لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا محافظ إدلب يعزّي أسر الشهداء ويشيد بتضحيات أبناء المحافظة أردوغان: إسرائيل تصعِّد في سوريا.. وتركيا على تواصل مع دمشق الرئيس الشرع يتلقى ثلاثة اتصالات من ابن سلمان وأردوغان وأمير دولة قطر تناولت التطورات الأخيرة   وزراء خارجية دول عربية وتركيا يؤكدون دعم بلادهم  لسوريا و وحدتها  ويدينون الاعتداءات الإسرائيلية   "أوقاف " دمشق تتبرع ب 80 ألف دولار  لشراء 4 أجهز تخدير في مستشفى دمشق "المجتهد"  "الاقتصاد" وبرنامج "WFP" يوقعان اتفاقية شراكة غذائية استراتيجية  بعد تدخل مباشر من رئيس الجامعة...  عودة الهدوء إلى المدينة الجامعية بحلب  عشرات العائلات المهجرة من السويداء تصل إلى بلدات درعا الشرقية   مدير الشبكة السورية: توثيق عشرات الانتهاكات بحق بدو السويداء ونزوح واسع جراء العنف الطائفي