الثورة:
عبّرت الأمم المتحدة، عبر نائبة المتحدث باسم الأمين العام ستيفاني تريمبلاي، عن قلقها العميق إزاء الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون من أبناء العشائر البدوية في محافظة السويداء جنوبي سوريا، على خلفية التوترات الأخيرة بين مكونات محلية.
وفي ردّها على سؤال وجهته وكالة الأناضول التركية، أدانت تريمبلاي قيام مجموعات مسلحة من الطائفة الدرزية بتهجير عائلات بدوية من مناطقها، بالرغم من وجود اتفاق مسبق لوقف إطلاق النار بين الطرفين.
وقالت تريمبلاي إن الأمم المتحدة “تستنكر بشدة جميع أشكال العنف بحق المدنيين، بما في ذلك التقارير المقلقة عن إعدامات ميدانية وأعمال انتقام جماعي”، مؤكدة أن هذه الأفعال تهدد بإشعال فتيل الفتنة الطائفية وتُعوق فرص السلام المستقبلي في البلاد.
وأضافت: “البيان الصادر سابقاً عن الأمين العام لا يزال سارياً، ونجدده في ظل المستجدات الحالية في الجنوب السوري، ونشدد على ضرورة حماية السكان المدنيين من الانتهاكات، بغض النظر عن انتماءاتهم”.
وتصاعد التوتر في محافظة السويداء منذ مطلع الأسبوع الجاري، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين مجموعات درزية وأفراد من العشائر البدوية، ما أسفر عن تهجير مئات العائلات من منازلها في ظل تدهور سريع للوضع الأمني.
ووفق مصادر محلية ووكالة “سانا”، أقدم مسلحون على اقتحام قرى بدوية، وتهديد سكانها بالسلاح، ما أجبرهم على مغادرة المنطقة تحت ضغط مباشر. وتشير تقديرات إلى أن نحو ثلث سكان البدو في المحافظة اضطروا للنزوح إلى مناطق أكثر أماناً في درعا والقنيطرة، خوفاً من التصعيد والملاحقات.
وكان قال مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، إن الشبكة وثّقت عشرات الانتهاكات المروّعة التي ارتُكبت مؤخراً بحق أبناء عشائر البدو في محافظة السويداء، محذراً من خطورة ما يجري على المستوى الإنساني والاجتماعي في جنوب سوريا.
وأكد عبد الغني في تصريح صحفي، أن ما تم رصده من قبل فريق الشبكة “فظيع جداً من الناحية الإنسانية”، مشيراً إلى أن الانتهاكات شملت أعمال قتل وتعذيب وخطف وتهجير قسري، نفّذتها جهات محلية مسلحة ذات طابع طائفي، وسط تواطؤ أو غياب للسلطات المحلية.
وأشار عبد الغني إلى أن طبيعة الانتهاكات التي تم تسجيلها قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، بحسب القانون الدولي، داعياً إلى ضرورة فتح تحقيقات مستقلة وفورية، وتحميل الجهات المسؤولة كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عمّا يحدث.
وأعلنت قبائل وعشائر عربية سورية في بيانات متفرقة النفير العام، تعبيراً عن رفضها لما يتعرض له أبناء عشائر البدو في السويداء، في حين أكدت المصادر توجه أرتال مسلحة من العشائر العربية باتجاه المحافظة. كما بدأت تجمعات عشائرية عربية تتشكل في محافظة درعا المجاورة.