كلام على الورق

في الأسطورة – وكلام الأساطير ليس عادياً – في الأسطورة, يغوص جلجامش تحت الماء, بحثا عن زهرة الشباب الدائم, وعندما يظفر بها ويصلها, فإنه يخرج بها إلى الشاطئ ثم ينام من شدة تعبه.
تقتنص الأفعى الفرصة – وهو مايحدث غالبا مع كل المتعبين – وتأكل الزهرة..
وتظفر الأفعى بسر الشباب, وهكذا تستطيع أن تبدل جلدها كلما طاب لها ذلك, لتخرج منه حية جديدة.
إنه الزمن, وهو يخرج من جلده كل عام..
ويتجدد بإصرار رهيب !!
  
كثيرا مايقال – أو هكذا تعلمنا – أن قراءة التاريخ تلقي الضوء على الحاضر, لكن أحدا – ربما – لم يقل لنا أن تأمل الحاضر ربما يرشدنا إلى فهم أفضل للتاريخ.
خاصة وأن مايعرف بالتاريخ, لم يسلم ولم يكن بمنأى عن أذى وعبث بعض المؤرخين على الأقل.
ثمة من كتب التاريخ, بعين واحدة, كانت لاتمتلك إلا زاوية واحدة رأت فيها, أو نظرت منها..
إن تأمل الحاضر لفهم حقائق التاريخ, عملية تشبه إلى حد بعيد الوقوف على مشهد عمليات حربية تجري على مرأى العين, لحركة الفرقاء, الذين ذهبوا وذهبت مواقعهم ووقائعهم.
  
لقد حلّ العام ٢٠٢٠ م من رحم العام الذي سبقه وانطوى ٢٠١٩, الذي اجتمعت فيه كل أشكال البذخ, وكل أشكال الفقر, الإنساني المدقع, وإذا كان صحيحا أن التكنولوجيا وفرت مزيدا من أسباب الراحة, لكنها في الوقت عينه نزعت الأمان وجعلت العالم يعيش على حافة أكثر من خطر.
نعم, لقد شهد عالم الفكر المزيد من الإنجازات, والفلسفات والنظريات, لكن كثيرا من البشر لاتزال ترزح تحت وطأة الجوع والحرمان وغياب العدالة.
يرحل عام ويقبل ٱخر, لكن الزمن يترك وراءه مٱسي كثيرة, وجروحا مفتوحة, ليس أقلها قوى التعصب والتطرف التي انطلقت من عقالها مثل الأرواح الشريرة التي كانت مختبئة في صندوق «باندورا», كما في الأسطورة القديمة.
ترى, فماذا يحمل لنا المولود الجديد ؟
نحن نحلم بالأجمل..
إن من بين أروع الاكتشافات التي عرفتها البشرية, لايوجد أروع مما توصلت إليه في عصور ماقبل التاريخ !!
ذلك حين استطاع الإنسان أن ينتصب بقامته, وأن يرفع رأسه نحو الأعلى !
لقد أتاح هذا الاكتشاف لذلك الإنسان أن يسير بقدميه على سطح هذا الكوكب, وأن يحرر يديه, ليصبح قادرا على الزراعة والصيد وجني الثمار وصناعة الأدوات والوسائل التي طور بها حياته وعيشه فيما بعد.
إنه عندما رفع رأسه لأعلى, لم يعد منشغلا بموطئ قدميه, بل تفرغ لاكتشاف ماحوله..
لقد مد بصره وبصيرته إلى أفاق, وأفاق أبعد, فصار يفكر ويتخيل, ويحلم أيضا, ثم استطاع أن يمتلك العالم.
لعلنا الآن, في أمس الحاجة إلى إعادة هذا الاكتشاف..
بمعنى أن نرفع رؤوسنا إلى أعلى, لنرى الأجمل, وأن نتخلى عن نظرات التعصب المريضة, والأنانية الضيقة, ونتطلع ٱلى ٱفاق أرحب ونحن نحلم بوطن يتعافى, وإنسان أجمل.
عبد المعين زيتون

التاريخ: الجمعة 3- 1 -2020
رقم العدد : 17161

 

آخر الأخبار
أردوغان: إسرائيل لا تريد السلام والاستقرار في المنطقة جنبلاط: هناك احتضان عربي للقيادة السورية واقع مائي صعب خلال الصيف المقبل.. والتوعية مفتاح الحل برسم وزارة التربية النهوض بالقطاع الزراعي بالتعاون مع "أكساد".. الخبيرة الشماط لـ"الثورة": استنباط أصناف هامة من القمح ... بقيمة 2.9مليون دولار.. اUNDP توقع اتفاقية مع 4 بنوك للتمويل الأصغر في سوريا حمص.. حملة شفاء مستمرة في تقديم خدماتها الطبية د. خلوف: نعاني نقصاً في الاختصاصات والأجهزة الطبية ا... إزالة مخالفات مياه في جبلة وصيانة محطات الضخ  الألغام تهدد عمال الإعمار والمدنيين في سوريا شهادة مروعة توثق إجرام النظام الأسدي  " حفار القبور " :  وحشية يفوق استيعابها طاقة البشر  تفقد واقع واحتياجات محطات المياه بريف دير الزور الشرقي درعا.. إنارة طرقات بالطاقة الشمسية اللاذقية.. تأهيل شبكات كهرباء وتركيب محولات تفعيل خدمة التنظير في مستشفى طرطوس الوطني طرطوس.. صيانة وإزالة إشغالات مخالفة ومتابعة الخدمات بيان خاص لحفظ الأمن في بصرى الشام سفير فلسطين لدى سوريا: عباس يزور دمشق غدا ويلتقي الشرع تأهيل المستشفى الجامعي في حماة درعا.. مكافحة حشرة "السونة" حمص.. تعزيز دور لجان الأحياء في خدمة أحيائهم