«سنحمل رايته في كل مكان»

 هكذا اختصر سيد المقاومة المرحلة المقبلة التي ستلي -أو هي بدأت بالفعل – اغتيال الجنرال قاسم سليماني ورفيقه (أبو مهدي) المهندس ورفاقهما على أيدي الأرعن الأميركي ترامب ومن لف لفه سواء من الدولة العميقة أم من ربيبته (الافعوانية) اسرائيل.
ولم تكن هذه المقولة من باب سد الذرائع أو البكاء على الأطلال، وإنما كانت موقفاً واضحاً لخط محور المقاومة، بأن المسيرة ستستمر أكثر زخماً، وأن الرد لن يكون من قبيل الغضب الفوري أو الثأري أو الانفعالي فقط، بل ستتعدى كل ما يمكن أن تتوقعه أميركا والعدو الإسرائيلي ومحور العدوان من أعراب ممن هللوا لعملية الاغتيال الجبانة.
ترامب الأحمق أراد أن يبرر فعلته بقوله إن إيران لم تدخل حرباً إلا وخسرتها، ولم تدخل تفاوضاً إلا وربحته.. إذاً يريدها حرباً دون أن يحسب أن قواعد الاشتباك لم يعد وحده يحددها، فخط المقاومة هو خط يمتد من الأزل إلى الأبد وليس أشخاصاً وإن كانوا من وزن قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس اللذين لم يدخلا الساحات إلا بهدف الانتصار أو الاستشهاد وهذا جل ما يتمناه أي مقاوم. وقد نالا ما تمنياه مع رفاقهما.
لكن ماذا عن ترامب وأتباعه الذين حفروا قبورهم بأيديهم لينهوا دورهم وغطرستهم في العراق خصوصاً وفي المنطقة عموماً وقد أصبح كل جندي أميركي في أي قاعدة هدفاً مشروعاً للمقاومة؟.
المعروف أن ترامب الأرعن يفعل فعلته التي بدت في ظاهرها فورية لكنها كانت مدروسة بدقة في التعقب والترصد والمراقبة والاعتماد على العنصر البشري (معلوماتياً) لكنه لم يحسب حساباً للتداعيات، ولا يهمه سوى عملية استعراض رخيصة لن تتعدى أياماً.
وعندما طالبه الكونغرس بتوضيح ما حدث إضافة لموقفه منه باتجاه عزله حتى لو أعاده مجلس شيوخه فإن هذا يعني أنه زاد الخناق على نفسه وأصبح في وضع مأزوم وقد آن الأوان للتخلص منه.
وعندما نفى البنتاغون علمه بهذه العملية فإن هذا يعني أن هناك من قام بها بغطاء منه، أي (اسرائيل) التي كانت ترجوه أن يبقى في العراق.
وهكذا تكون قد دقت المسمار الأخير في نعشه وهي تعتقد أن أميركا باستمرارها في المنطقة بقوة تساعدها على الاستمرار في مشاريعها في سورية ولبنان. وكذلك لم يعد بإمكان (اسرائيل) التلاعب في لبنان ونفطه وغازه الموعودين.
إن ما قام به ترامب الأرعن وكان قد رفضه أوباما قبله خوفاً من تداعياته، نسف كل شيء يمت إلى التفاوض بأي صلة، وهذا يعني أنه أراد أن يلغي الدور الروسي وربما الصيني والياباني وهي الدول الضالعة بكل الوسائل لإنجاح وتثمير المفاوضات مع إيران.
بالطبع سيكون الأمر كذلك، أي أكبر من رد عادي يشفي الغليل وأصغر من حرب شاملة، فالكرة الآن في ملعب محور المقاومة ومن حقها أن ترميها أنى شاءت ومتى شاءت.
وسيكون الرد مؤلماً يفوق بحجمه الألم الذي أحدثه اغتيال سليماني والمهندس.. وهذا ما أكده مجلس الأمن القومي الإيراني: بأن على أميركا أن تدرك أن ما ارتكبته هو أكبر خطأ استراتيجي في غرب آسيا، وأنها لن تنجو بسهولة من الرد المركب السياسي العسكري، ذي البعد الاستراتيجي لا تسرّع فيه ولا استرخاء.
وإن غداً لناظره قريب…

د. عبد الحميد دشتي
التاريخ: الثلاثاء 7-1-2020
الرقم: 17162

آخر الأخبار
Al Jazeera: لماذا تهاجم إسرائيل سوريا؟ الأمم المتحدة تدعو للتضامن العالمي مع سوريا..واشنطن تقر بمعاناة السوريين... ماذا عن عقوباتها الظالمة... دراسة متكاملة لإعادة جبل قاسيون متنفساً لدمشق " الخوذ البيضاء" لـ "الثورة: نعمل على الحد من مخاطر الألغام ما بين إجراءات انتقامية ودعوات للتفاوض.. العالم يرد على سياسات ترامب التجارية "دمج الوزارات تحت مظلّة الطاقة".. خطوة نحو تكامل مؤسسي وتحسين جودة الخدمات بينها سوريا.. الإدارة الأميركية تستأنف أنشطة "الأغذية العالمي" لعدة دول The NewArab: إسرائيل تحرم مئات الأطفال من التعليم الشعير المستنبت خلال 9 أيام.. مشروع زراعي واعد يطلقه المهندس البكر في ريف إدلب برونزية لأليسار محمد في ألعاب القوى استجابة لمزارعي طرطوس.. خطّة سقاية صيفيّة إيكونوميست: إسرائيل تسعى لإضعاف وتقسيم سوريا المجاعة تتفاقم في غزة.. والأمم المتحدة ترفض آلية الاحتلال لتقديم المساعدات أردوغان يجدد دعم بلاده لسوريا بهدف إرساء الاستقرار فيها خطوة "الخارجية" بداية لمرحلة تعافي الدبلوماسية السورية  الشرع يترأس الاجتماع الأول للحكومة.. جولة أفق للأولويات والخطط المستقبلية تشليك: الرئيس الشرع سيزور تركيا في الـ11 الجاري ويشارك في منتدى أنطاليا بعد قرارات ترامب.. الجنيه المصري يتراجع إلى أدنى مستوياته الأمم المتحدة تحذر من انعدام الأمن الغذائي في سوريا.. وخبير لـ" الثورة": الكلام غير دقيق The Hill: إدارة ترامب منقسمة حول الوجود العسكري الروسي في سوريا