الحمضيات… في كل موسم..!!

مما لا شك فيه أن الحمضيات السورية تتميز بمعايير خاصة وتتمتع بمواصفات متميزة تنفرد بها عن غيرها ولا يخفى على أحد مدى المعاناة والتعب والجهد الذي يبذله الفلاحون كي تصبح هذه الفاكهة في متناول الناس، وعلى مدى عشرات السنين ومزارعو الحمضيات يعانون كثيراً من عدم تسويق هذا المنتج الحيوي والاستراتيجي الذي يعمل به مئات آلاف الأسر والعائلات وفي كل مرة تنطلق الوعود بمعالجة هذا الوضع المرير لكن دون جدوى على الرغم من المحاولات العديدة جداً والكثيرة لإيجاد حلول ومنع استمرار هذا الحال.
وفي هذا العام كما في كل عام استبشر المزارعون خيراً وعاد إليهم الأمل في أن يلقى محصول الحمضيات الرعاية والدعم اللازمين ومنحه الأولوية المطلوبة لاجتراح الحلول الناجعة في تصريفه وإيجاد الأسواق الخارجية أو البحث عن بدائل مجدية وكان الأجدى هنا الإسراع في إنشاء معمل العصائر المقرر منذ سنوات حيث يسهم بدرجة لا بأس بها في استثمار واستهلاك كميات كبيرة من الحمضيات لكن حتى الآن بقي هذا المعمل حبراً على ورق رغم توافر المكان اللازم لو تساءلنا عن أسباب عدم إبصاره النور لدخلنا في تحليلات وتفاصيل ومبررات وأخذ ورد.
وهذا العام كان للحمضيات مهرجاناً خاصاً في اللاذقية حضره جميع المعنيين من مزارعين وشركات تغليف وتوضيب وباحثين وقدم له الدعم والتشجيع والاهتمام اللافت واعتقدنا أن هذا المهرجان ربما يشكل بادرة خير ونقطة انطلاق فعلية لمعالجة أزمة الحمضيات التي تتكرر بداية كل موسم، ومن الممكن للمهرجان أن يلعب دوراً بارزاً في إيصال المحصول بالطريقة المناسبة إلى الأسواق العالمية، لكن وحتى الآن ليس هناك من إجراءات ونتائج فعلية على الأرض رغم أن جميع المؤشرات تؤكد توافر محصول جيد وبمواصفات جيدة ومميزة وإن الإنتاج يجاوز المليون طن.!!
إن جميع الخطط والبرامج التي تم طرحها وتطرح حالياً وكل ما يتم تداوله والحديث عنه بخصوص حل أزمة الحمضيات تبقى في إطار الكلام وهي مضيعة للوقت والجهد وتوثر سلباً على هذا المحصول زراعة وإنتاجاً وتتسبب بخسائر كبيرة على المزارعين والدولة معاً ومن هنا علينا الوصول إلى قرارات تنفيذية واقعية وملموسة تعالج واقع محصول الحمضيات فعلياً وغير ذلك سنبقى ندور وستبقى المشكلة.

هزاع عساف
التاريخ: الثلاثاء 7-1-2020
الرقم: 17162

آخر الأخبار
نقص في الكتب المدرسية بدرعا.. وأعباء مادّيّة جديدة على الأهالي اهتمام إعلامي دولي بانتخابات مجلس الشعب السوري إطلاق المؤتمر العلمي الأول لمبادرة "طب الطوارئ السورية" الليرة تتراجع.. والذهب ينخفض حملة "سراقب تستحق" تواصل نشاطها وترحل آلاف الأمتار من الأنقاض مؤسسة الجيولوجيا ترسم "خريطة" لتعزيز الاستثمار المعدني تعاون رقابي مشترك بين دمشق والرباط تراجع الأسطول الروسي في "المتوسط".. انحسار نفوذ أم تغيير في التكتيكات؟ إطلاق الكتاب التفاعلي.. هل يسهم في بناء نظام تعليمي متطور؟  خبز رديء في بعض أفران حلب "الأنصارية الأثرية" في حلب.. منارة لتعليم الأطفال "صناعة حلب" تعزز جسور التعاون مع الجاليات السورية والعربية لبنان: نعمل على معالجة ملف الموقوفين مع سوريا  شهود الزور.. إرث النظام البائد الذي يقوّض جهود العدالة التـرفـع الإداري.. طوق نجاة أم عبء مؤجل؟ سقف السرايا انهار.. وسلامة العمال معلقة بلوائح على الجدران أبطال في الظل في معهد التربية الخاصة لتأهيل المكفوفين لماذا قررت أميركا تزويد أوكرانيا بعيونها الاستخباراتية لضرب عمق روسيا؟ ختام مشروع وبدء مرحلة جديدة.. تعزيز المدارس الآمنة والشاملة في سوريا شراكة مجتمعية لترميم مدرسة في الضمير