رحيل المخرج السينمائي ريمون بطرس

دائم الحلم والطموح حتى في قمة مرضه وألمه، يتطلع إلى مشاريع يريد تحقيقها، فهناك الكثير من المشاريع والأفلام السينمائية، لم يكن لديه وقت للموت، ولكن كيف غافله ونال منه؟.. إنه المخرج السينمائي الكبير ريمون بطرس الذي توفي يوم أمس تاركاً وراءه إرثاً إبداعياً وثقافياً وفكرياً سيبقى منارة للأجيال القادمة.
لقد نال منه الموت جسداً، ولكنه يبقى عاجزاً عندما يطول المبدعين لأن فعل الخلود سيكون عنوان ما سطّروا من إبداعات يصعب على الزمن النيل منها لأنها تبقى راسخة في عقول وقلوب كلّ منّا، وشكّلت ذاكرة دخلت إلى عمق وجدان الناس، إنها تلك الذاكرة الجمعية التي أسس عليها المبدع الراحل أعماله لتبقى بصمته واضحة وحضوره راسخاً.
المخرج الراحل من مواليد حماة 1950، حصل على ماجستير في الإخراج السينمائي 1976 (الاتحاد السوفييتي ـ أوكرانيا ـ كييف) ، له في السينما أربعة أفلام روائية طويلة وفيلمان روائيان قصيران وخمسة عشر فيلماً تسجيلياً، وعبّر من خلال أفلامه عن القضايا الوطنية والقومية، يقول في أحد لقاءاته التي سبق ونشرت في جريدة الثورة: (قدمت عام 1974 أول فيلم تسجيلي في حياتي تحت عنوان «صهيونية عادية» وأخرجته في مدينة كييف عندما كنت طالباً في معهد السينما هناك، ويُعتبر الفيلم محاولة لكشف جوهر الفكر الصهيوني.. أظهرت ما الذي صنعوه في فلسطين عبر التاريخ منذ أوائل القرن العشرين وصولاً إلى عام 1973) .
أفلامه الروائية الطويلة : (المؤامرة مستمرة) 1986 ، (الطحالب) 1991 ، (الترحال) 1997 ، (حسيبة) 2008 ، وفيلم روائي متوسط الطول (أطويل طريقنا أم يطول) 2014 .
ونال عن أفلامه العديد من الجوائز ، منها : الجائزة الذهبية في مهرجان (مولدست) عن فيلم (صهيونية عادية) 1974 ، الجائزة الفضية عن فيلم (الشاهد) في مهرجان دمشق السينمائي الخامس 1987 ، الجائزة الفضية عن فيلم (الطحالب) في مهرجان دمشق السينمائي السابع 1991 ، جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فيلم (الطحالب) في مهرجان الفيلم العربي في باريس 1992 ، شهادة تقدير لفيلم (الطحالب) في مهرجان بيونغ يانغ في كوريا الشمالية 1992 ، الجائزة الفضية عن فيلم (الترحال) في مهرجان دمشق السينمائي العاشر 1997 ، الجائزة الفضية عن فيلم (الترحال) مهرجان بيونغ يانغ في كوريا الشمالية 1999 ، جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فيلم (الترحال) في مهرجان الاسكندرية 1999 .
كما كتب للتلفزيون مجموعة من المسلسلات: (قلوب خضراء) 1996 ، (أم هاشم) 2002 ، (زواريب مدينة منسية) 2005 ، وأخرج مسرحية عن رواية (الحرب في بر مصر) للكاتب يوسف القعيد 1983 ، أعد للإذاعة عشرات التمثيليات عن نصوص أجنبية، وعمل في ميدان الإعلام والصحافة والترجمة.
سيبقى ما تركه الراحل من أعمال قصة تشهد على حياة كاملة عاشها بألمها وفرحها، ويبقى له مكان في القلب والذاكرة من الصعب أن يناله الصدأ يوماً.. ليكن ذكره مؤبداً.

 

التاريخ: الثلاثاء 3 – 3 – 2020
رقم العدد : 17207

 

آخر الأخبار
صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض  إدلب على خارطة السياحة مجدداً.. تاريخ عريق وطبيعة تأسر الأنظار سلل غذائية للأسر العائدة والأكثر حاجة في حلب  سوريا تفتح أبوابها للاستثمار.. انطلاقة اقتصادية جديدة بدفع عربي ودولي  قوات الأمن والدفاع المدني بوجٍه نيران الغابات في قسطل معاف  قضية دولية تلاحق المخلوع بشار الأسد.. النيابة الفرنسية تطالب بتثبيت مذكرة توقيفه  بعد حسم خيارها نحو تعزيز دوره ... هل سيشهد الإنتاج المحلي ثورة حقيقية ..؟  صرف الرواتب الصيفية شهرياً وزيادات مالية تشمل المعلمين في حلب  استجابة لما نشرته"الثورة "  كهرباء سلمية تزور الرهجان  نهج استباقي.. اتجاه كلي نحو  الإنتاج وابتعاد كلي عن الاقتراض الخارجي  الهوية البصرية الجديدة لسوريا .. رمز للانطلاق نحو مستقبل جديد؟ تفعيل مستشفى الأورام في حلب بالتعاون مع تركيا المؤتمر الطبي الدولي لـ"سامز" ينطلق في دمشق غصم تطلق حملة نظافة عامة مبادرة أهلية لحفر بئر لمياه الشرب في معرية بدرعا السيطرة  على حريق ضخم في شارع ابن الرشد بحماة