توظيف الهلع

 لن يطول الزمن كثيراً حتى تتكشف حقائق ووقائع تتعلق بكل ما يحيط بقضية فيروس كورونا الذي تحول إلى حالة من الخوف والهلع على المستوى الدولي، فقد أظهر الإعلام العالمي مكامن قوته الحقيقية في جعل كورونا قضية إنسانية تطول حياة ومعاش كل فرد في أقصى الأرض، فما حقيقة الأمر؟
أي صحفي أو متابع لا يستطيع أبداً تقديم إجابة شافية لحقيقة ما يجري، ولا أي سياسي أو محلل قادر على تقديم صورة مقنعة توضح أبعاد انتشار هذا المرض، وفيما إذا كان الأمرعبارة عن معركة دولية ضمن حروب الجيل الخامس ما بين الولايات المتحدة الأميركية من جانب وبين الصين وغيرها من الدول التي تعاديها واشنطن من جانب آخر.
وهل كان انتشار المرض محكوماً بمخطط عدواني ذي أبعاد سياسية واقتصادية أم أنه مرض معد انتشر بطريقة العدوى وأصاب دولاً ومناطق بعيداً عن أي أبعاد سياسية ومخططات عدوانية ؟
على الرغم من الأحاديث والتحليلات الكبيرة، وعلى الرغم من تضارب الرؤى والتوصيفات لطرائق العلاج وعرض اللقاحات والأدوية الكفيلة بتجاوز نتائج المرض، إلا أن أحداً لم يمتلك الدليل القاطع حتى الآن، لتبقى الأيام القادمة وحدها الكفيلة بتقديم الإجابة الشافية التي تجيب على كل الاستفسارات المطروحة في ظل العمل الجبار الذي تقوم به المخابر ومراكز البحوث العلمية في الجامعات والمستشفيات لعرض حصيلة نتائجها التي ستخلص البشرية من تبعات هذا المرض الطاعون.
السؤال المهم هو هل يستدعي هذا المرض استنفاراً عالمياً يعطل حركة الاقتصاد ويوقف عجلة الإنتاج ويهدد حياة الأفراد دون مقدمات؟
الإجابة بالتأكيد، نظراً بحجم المخاطر التي يتحدث عنها ذوو الاختصاص بعيداً عن كل الخلفيات السياسية، فبعيداً عن الآراء المتناقضة تبقى الوقائع تؤكد ضرورة أخذ كل عوامل الحيطة والحذر والانصياع للتعليمات الحكومية والالتزام الكلي والحرفي بها لأن الحال الذي تعيشه الدول التي انتشر بها الفيروس تسجل أعداداً متزايدة من الضحايا، وما النتائج الإيجابية لمواجهة تحديات هذا الفيروس في كل من الصين وإيران قادرة على تخفيف حجم حالة الهلع التي يعيشها العالم في ظل وقوع المزيد من الضحايا في أكثر من دولة متقدمة.
وفي النهاية يبقى التعاون العلمي الدولي أسلوباً لمواجهة هذه الجائحة وعندها سيتم الكشف فيما إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية وأجهزة استخباراتها المركزية من عمل على نشر المرض وتوزيعه على الدول التي تمثل حالة تحدٍّ لمستقبل واشنطن أو كان هناك أشياء أخرى لن يطول الأمر حتى يتم الكشف عنها بالكامل، وسيكون عندها كورونا جزءاً من التاريخ.

مصطفى المقداد
التاريخ: الاثنين 16-3-2020
الرقم: 17217

آخر الأخبار
إعادة الممتلكات ..تصحيح الظلم وبناء عقد اجتماعي شفاف ومتساو    انطلاق أول معرض للتحول الرقمي بمشاركة 80 شركة عالمية  ضحايا ومصابون بحادثي سير على أتوستراد درعا- دمشق وزير الاقتصاد يلتقي ممثلين عن كبرى الشركات في واشنطن التحويل الجامعي.. تفاصيل هامة وتوضيحات  شاملة لكل الطلاب زيادة مرتقبة في إنتاج البيض والفروج أول ظهور لميسي مع برشلونة… 21 عاماً من الإنجازات المذهلة  بيلوفسكي الفائز بسباق أرامكو للفورمولا (4)  خطة لتمكين الشباب بدرعا وبناء مستقبلهم   الألعاب الشتويّة (2026) بنكهة إيطاليّة خالصة  سوريا في قمة عدم الانحياز بأوغندا.. تعزيز التعددية ورفض التدخلات الخارجية   ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في  طرطوس..  والريف محروم    "حظر الأسلحة الكيميائية"  تعتمد قراراً لتسريع إغلاق الملف الكيميائي السوري  عبدي يتحدث عن لقائه الشرع والتوصل لاتفاق لدمج "قسد" في الجيش السوري  نهائي بطولة الملوك الستة.. سينر وألكاراز يجددان صدامهما في الرياض تأهيل مدارس وشوارع "الغارية الغربية" في درعا على نفقة متبرع  قراءة في العلاقات السورية – الروسية بعد  سقوط النظام المخلوع  هل أنهى ترامب الحرب بغزة حقاً؟  بعد سنوات من الظلام.. أحياء حلب الشرقية تتفاءل بقرب التغذية الكهربائية  حادثة "التسريب".. خرق للأعراف أم محاولة للتشويش على التقارب السوري- اللبناني؟