ثورة أون لاين-رويده سليمان:
الكثير من العادات الصحية كانت طي النسيان والإهمال جهلا أو تجاهلا، تفعّلت اليوم بشكلها الصحيح الآمن في بيوتنا بوعي آباء، أغلبهم وجد في مراقبة أبنائهم أثناء غسل أيديهم أمرا ضروريا للوقاية من “كورونا” وغيرها ، ولا يتطلب ذلك إلا مرات عديدة ليتعود الصغار على غسيل أيديهم بالطريقة الصحية الصحيحة التي ساعد الإعلام بوسائله كافة المواطنين على معرفة هذه الطريقة وباعتراف الكثير من الآباء بعدم معرفتهم بها، ولم تكن تأخذ كثيرا من اهتماماتهم لرعاية صغارهم .
وبناء على ذلك تتمنى وترغب كثير من الأسر أن تبقى هذه التحذيرات والتنبيهات والإرشادات الصحية وخصوصا على شاشاتنا الوطنية بعد الانتهاء من هذه المعركة الصحية على خير، وذلك لأنها الوسيلة الأكثر إقناعا وتعليما وحضورا في بيوتنا، وتلقى قبولا وتطبيقا عند أطفالنا وتؤكد ذلك أبحاث تربوية.
يبدو أن العديد من المراهقين أقلعوا خلال هذه الفترة عن تعاطي النرجيلة أو عادة التدخين خوفا من “كورونا” هذا الوباء الذي يهدد العالم، وبحكم وجودهم في البيت وتحت عيون الأهل -الذين بدورهم هم القدوة- تخلوا عنها أو على الأقل علّقوا هذه العادة حتى إشعار آخر. ولو أجرينا استبياناً أو ما يسمى خريطة رأي الأطفال عن الفرق بين كورونا والانفلونزا العادية لظهرت نتائج تفرح القلوب وتطمئن النفوس وكل ذلك بسبب تكرار هذه الملاحظات من خلال الشاشة التي نقشت في عقول صغارنا.
بين عادات صحية فرضها واقع وباء يهدد العالم وأخرى اجتماعية تفرضها عادات وتقاليد، لا سيما مع تزامن قدوم عيد الأم مع هذه الجائحة، وسافرت عائلات كثيرة للمشاركة في الاحتفال بهذه المناسبة مع العائلة الممتدة (الجد والجدة، الأبناء والأحفاد) حيث غدا معظم أفراد الأسرة في حيرة من أمرهم بين عواطفهم وعاداتهم الشرقية من جهة أخرى، والحذر والبعد والخوف من العدوى من أي قريب تظهر عليه معالم «الكريب» من جهة ثانية.. مسافة لا يمكن تجاوزها بهذه المناسبات السعيدة ويصبح الأمر أكثر صعوبة في حال المشاركة في عزاء وتشييع قريب أو عزيز.
بين هذه العادات الصحية والاجتماعية يصبح الوعي هنا سيد الموقف لنكسب رهان الصحة والسلامة.