ثورة أون لاين-أيدا المولي:
“تعا ولاتجي” أغنية فيروز التي حفظها الجيل السابق وبعضا من جيل اليوم سنجد أنها اكثر الأغاني ظرفا ورقة في زمن الوباء وحظر التردد الدائم على البيوت ، العشاق والمخطوبين الذين يودون زيارة بعضهم يوميا مضطرون إلى إهداء بعضهم هذه الأغنية، أما الجارات اللواتي اعتدن على زيارات صباحية سيجدن أن هناك كثير من الأعمال المنزلية ستزداد في ظل وجود الأطفال الدائم في البيت، الأولاد وطلاب المدارس الذين لا يصبرون على الوجود ضمن المكان الواحد إلاّ ساعات قليلة “سيكونون اليوم” طوال الوقت في مكان واحد.
النتيجة التي نريد التوصل إليها تقول: إننا فطرنا على حب الاجتماع مع الآخرين وإن الابتعاد عن التكوينة الأسرية التي تربينا عليها ليس سهلا الاستغناء عنها ، رغم أن كثيرا من الظروف وضعت الحواجز وبات الكثير في عزلة اجتماعية، إلاّ أن ما بقي أكثر مما ذهب من هذه العادات .
ومع ذلك نقول الأمر ليس سهلا، لكنه ليس مستحيلا: هناك سماعة الهاتف للاطمئنان عن الأحبة والأصدقاء . شبكة الانترنيت باتت متوفرة في معظم البيوت، ولكل فرد من الأفراد صفحة على أكثر من موقع للتواصل الاجتماعي، فتحت كثير من المواقع برامج تدريب على كثير من الاختصاصات وتعلم اللغات مجانا ، ابدؤوا بها ربما تكون هذه الفرصة ذهبية لمن يرغب في تعلم مبادئ لغة جديدة.
اذا لم يثبت المجتمع السوري اليوم أنه قادر على استيعاب وجود وباء عالمي يهدد الكرة الارضية ويحاربه بطريقة واحدة غير مكلفة ، ولا تحتاج الى دفع الأموال أو إلى جهود بدنية هذه الطريقة : تتمثل في توافقه مع ما يقوله العقل في تبني سياسة راضية وقبوله في المكوث ببيته الذي بناه بنفسه وحوله أبناؤه، متمعنا في أحد خيارين: إما بيته أو غرفة الحجر الصحي في المشفى ؟ وهذا ليس تهديدا لبنية المجتمع او تفكيكها إنما حرصا على استمرارها بنية قوية خالية من الأمراض .
فالأمر ليس مزحة.، والعالم كله لم يجد في فيروس الكورونا تسلية، إنما وجد الموت مطوياً في داخله.