قرارات افتراضية !

 احمد ضوا- ثورة أون لاين
تبخرت قرارات قمة مجموعة العشرين الافتراضية حول تكاتف دول المجموعة لمواجهة وباء فيروس كورونا، وبقي التنسيق الدولي الطبي والاقتصادي والسياسي لدرء أخطار هذا الوباء في حدوده الدنيا ويقتصر في غالبه على الجانب الإعلامي.
النقاش الدائر اليوم ليس حول فشل النظام العالمي القائم في مواجهة هذا التحدي الصحي العالمي فذلك أصبح من المسلمات، وليس على من تقع المسؤولية حيث هناك شبه إجماع على مسؤولية الدول الغربية بالقيادة الأميركية عن ذلك، وإنما النقاش يدور حول كيفية تجاوز عواقب هذا الفشل ومنع التدهور الصحي والاقتصادي الذي ستنعكس سلبياته على الدول الفقيرة والنامية بالدرجة الأولى.
إن عدداً من الدول الغربية وخاصة ذات السمعة الاستعمارية حتى اليوم ورغم المخاطر التي تتهددها لا تريد أن تفقد امتيازاتها على الساحة الدولية، وتحاول تجاوز الحالة الصحية بشكل انفرادي دون ان تفكر بعواقب انهيار النظام الصحي لدول مجاورة أو على مساحة العالم .
من ابرز جوانب الخطأ في معالجة الأزمة الصحية العالمية هو القرارات الانفرادية وعدم مد الدول الكبرى يد العون إلى الدول الفقيرة، إضافة إلى إصرار الولايات المتحدة على استخدام النظام المالي والاقتصادي الدولي لتحقيق أغراض سياسية عبر فرض العقوبات الأحادية الجانب والتي تعرقل استيراد الأجهزة الصحية وتوفير القنوات المالية لذلك.
إن إصرار الولايات المتحدة على الاستمرار في الاستثمار في الإرهاب ومدها للتنظيمات الإرهابية المحيطة بقاعدة التنف الأميركية يعكس تهديدها للسلم والأمن الدوليين وعدم اكتراثها بما يعاني منه العالم في هذه المرحلة، وأفعالها هذه ترتقي إلى تصنيف جرائم الحرب على كل المستويات.
إن غياب التنسيق الدولي في ظل الواقع الوبائي الراهن لا يمكن تقدير أخطاره، وعلى الدول الفاعلة الأخرى أن تبادر لتعويض التقاعس الغربي الذي لا يمكن اعتباره غير متعمد في ظل عدم مبادرة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على إلغاء حزم العقوبات الأحادية الجانب المفروضة على العديد من الدول والتي تفشى الفيروس في بعضها.
وكذلك الأمر، إن استغلال واشنطن هذه الظروف العصيبة والعمل على مد الإرهابيين والميليشيات في سورية بالعتاد والأسلحة يعكس تخطيطا مسبقا يفتح الباب على الكثير من الأسئلة المطروحة من دون أجوبة وأهمها حول ظهور الوباء والاتهامات التي تساق ضد واشنطن من جهات سياسية وطبية عالمية.
إن عالم اليوم على شفا الانهيار بفعل سياسات التفرد والهيمنة والغربية التي سادت خلال الثلاثة عقود الماضية.. وعلى ما يبدو فالغرب ليس في وارده الى اليوم القبول بمنطق فشله، وهذا ما يستدعي تحركا عالميا يعاد فيه الاعتبار للقانون الدولي وميثاق الامم المتحدة الضامن لسيادة الدول وحقوقها.

لتصلكم صورنا وأخبارنا بسرعة وسهولة انضموا لقناتنا على تيليغرام

https://t.me/thawraonlin

home

آخر الأخبار
الشيباني: الدبلوماسية السورية متوازنة ومنفتحة على الحوار والتعاون  سوريا تنضم إلى "بُنى".. انطلاقة جديدة لتعزيز  التعاون المالي الإقليمي والدولي  زيارة وزيري الاقتصاد والمالية إلى واشنطن..  تعزيز الشراكة وكسر العزلة  لجان وآليات لدفع التعاون بين الجمعيات الخيرية نحو آفاق من التأثير  الفضة مقابل الذهب..هل يمكن ضمان نفس مستوى الأمان؟    تأهيل 750 مدرسة وترميم 850 أخرى ووعود بتأمين مقعد دراسي لكل طالب   فريق الهلال الأحمر الجوال  بالقنيطرة.. خدمات طبية للمجتمعات المحلية   تكاتف سكان "غنيري" ..استعادة لبعض الخدمات وحاجة للاهتمام   إعادة الممتلكات ..تصحيح الظلم وبناء عقد اجتماعي شفاف ومتساو    انطلاق أول معرض للتحول الرقمي بمشاركة 80 شركة عالمية  ضحايا ومصابون بحادثي سير على أتوستراد درعا- دمشق وزير الاقتصاد يلتقي ممثلين عن كبرى الشركات في واشنطن التحويل الجامعي.. تفاصيل هامة وتوضيحات  شاملة لكل الطلاب زيادة مرتقبة في إنتاج البيض والفروج أول ظهور لميسي مع برشلونة… 21 عاماً من الإنجازات المذهلة  بيلوفسكي الفائز بسباق أرامكو للفورمولا (4)  خطة لتمكين الشباب بدرعا وبناء مستقبلهم   الألعاب الشتويّة (2026) بنكهة إيطاليّة خالصة  سوريا في قمة عدم الانحياز بأوغندا.. تعزيز التعددية ورفض التدخلات الخارجية   ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في  طرطوس..  والريف محروم