معاً على الطريق .. بقلم أحمد ضوا:
تتواصل تداعيات أحداث سجن الثانوية الصناعية على المدنيين في الحسكة الذين تم تهجيرهم من أحيائهم ومنازلهم المحيطة بالسجن بحجة ملاحقة المحتل الأميركي وميليشياته لعناصر من تنظيم داعش هربوا من السجن عقب الهجوم الداعشي المخطط من قبل القوات الأميركية التي لديها قاعدة عسكرية قريبة من هذه الأحياء وتعمل لحمايتها من هجمات افتراضية.
يمنع الاحتلال الأميركي وميليشياته إلى اليوم عودة الأهالي إلى أحيائهم وفي نفس الوقت تخلى عن مسؤولياته في تقديم أي مساعدات لهم الأمر الذي يوضح نيته في دفعهم قسرياً للبحث عن أماكن أخرى للسكن وذلك في إطار سياسة عدوانية تستهدف الواقع الديمغرافي للمحافظة بشكل عام.
أولى الأهداف التي أرادها الاحتلال الأميركي من أحداث سجن غويران تمثلت باطلاق عنان أكثر من أربعة آلاف إرهابي اختارهم بعناية في سياق محاولاته لتعويم هذا التنظيم الذي عينت الاستخبارات الأميركية له قيادات جديدة مدجنة لتنفيذ ما يطلب منهم لإنجاز المخططات الأميركية في المنطقة وجوارها الإقليمي وصولاً إلى أفغانستان وأوكرانيا وشمال شرق آسيا…الخ.
وتعد الهجمات المتصاعدة من قبل هذا التنظيم بعد أحداث السجن المذكور على القوات العراقية والسورية وارتفاع نسبة أنشطته الإرهابية دليلاً على عملية تسهيل هروب عناصره من السجن ومن ثم نقلهم بشاحنات وباصات إلى جبهات القتال المستهدفة على طرفي الحدود السورية العراقية على وجه التحديد.
الهدف الذي تعمل القوات الأميركية على استكمال إنجازه هو تهجير سكان حي غويران والأحياء الملاصقة له وإحكام السيطرة عليها غير مكترثة بالمعاناة الإنسانية لمئات الآلاف من المدنيين الذين ينتظرون السماح لهم باستعادة حياتهم الطبيعية في أحيائهم وأعمالهم قبل فيلم اقتحام السجن.
تؤكد المعلومات أن الاحتلال الأميركي وميليشياته قاموا بنهب وسرقة الكثير من المنازل وتخريب البنية التحتية للأحياء المحيطة بالسجن والمجاورة لها لجعل إمكانية الحياة فيها معدومة وفي نفس الوقت استجلبوا عائلات أخرى وأسكنوها في بعض المنازل وغالبيتهم ممن ينتمون الى عناصر المليشيات التي تعمل بإمرة القوات الأميركية التي تدير عملية واسعة من أعمال النهب والسرقة للموارد الباطنية للشعب السوري وبيعها في الأسواق السوداء وللنظام التركي وتسخير الأموال العائدة في تمويل تنظيم داعش وعمليات الاستخبارات الأميركية في المنطقة والعالم.
ما تقوم به قوات الاحتلال الأميركي هو جرائم حرب بكل معنى الكلمة وسياسة عنصرية علنية تجاه مئات الآلاف من المدنيين على مرأى ومسمع من العالم والمنظمات الإنسانية الدولية التي تلتزم الصمت رغم اكتمال عناصر هذه الجرائم وفق ما ينص عليه القانون الدولي وشرعة الأمم المتحدة.
إن ما تقوم به الحكومة السورية والجمعيات الأهلية لتوفير مقومات الصمود لدى الأهالي المهجرين من منازلهم كان يفترض على القوات الأميركية والمتشدقين بحقوق الانسان القيام به ولكن للأسف تخلت هذه الجهات التي تديرها واشنطن لتحقيق مصالحها ومشاريعها العدوانية حول العالم عن واجباتها الإنسانية والقانونية الملزمة في مثل هذه الحالات بإيعاز من الخارجية الأميركية.
يحتاج إصرار الأهالي على العودة الى منازلهم بحي غويران والأحياء المجاورة ليس فقط إلى توفير مقومات الحياة لهم، وإنما الضغط على الاحتلال الأميركي بشتى الوسائل المتاحة والممكنة وخاصة المقاومة الشعبية ليسمح لهم بالعودة، كما يعد تحويل هذه القضية الإنسانية الى مسألة عالمية أمراً هاماً لفضح ممارسات هذا الاحتلال اللاإنسانية والعنصرية بحق المدنيين في الجزيرة السورية.