آلاف الغراس الحراجية توزع بالمجان على الأهالي في مختلف المدن والمناطق للمساهمة في إعادة الغطاء النباتي الأخضر إلى ربوع البلاد وهي خطوة تسجل لوزارة الزراعة في الوقت الذي تشهد معظم المناطق الحراجية تضرراً كبيراً نتيجة الحرائق التي حدثت مؤخراً.
ولعل أجمل ما في هذه الخطوة إشراك المجتمع المحلي والأهالي في تشجير المدن والحدائق والحراج وغيرها بحيث تزداد نسبة الأشجار وتعود الخضرة التي لها فوائد كثيرة على البيئة والمناخ إلى جانب كونها تعطي مشاهد جمالية مريحة وتسهم في تشجيع الآخرين للإقبال على عمليات الزراعة وتشجير الغراس بكل أنواعها.
وفي هذا الاتجاه يمكن القول بأن هذه الخطوة يمكن أن تفتح المزيد من الخطوات التي يشارك فيها المجتمع الأهلي بإعادة تحسين الأوضاع الخدمية وغيرها في بلداتهم وقراهم ومدنهم، بحيث تقدم الجهات المعنية المواد الأولية اللازمة ليبادر الأهالي في استكمال العمل بإشراف المعنيين ما يساهم في الإسراع بإنجاز الكثير من الخطوات الخدمية المؤجلة ويوفر أموالاً كانت ستدفع كأجور عمال ونقل وغيرها، إلى جانب أن الأهالي سيكونون أحرص على إنجاز العمل بالجودة والإتقان المطلوبين وينسحب هذا على مشاريع تزفيت الطرق الفرعية وشق الطرق الزراعية والنظافة وحفر الآبار وتعزيل المصارف المطرية وربما الكثير الكثير مما تحتاجه الوحدات الإدارية والذي يتعذر أحياناً إنجازه لأسباب مختلفة..
اليوم ونحن نواجه تداعيات الحرب العدوانية على بلادنا والحصار الاقتصادي والعقوبات الجائرة بتنا بحاجة لكل جهد ولكل تعاون للمساهمة في إعادة النهوض بمختلف المجالات، في ظل قلة الموارد ونقص اليد العاملة في الدوائر الخدمية وبالتالي فإن الاعتماد على الجهود المحلية والأهلية يساهم إلى حد كبير في سد الفجوة الحاصلة هنا، لإنجاز مشاريع عديدة بتكاليف أقل، وبزمن أقصر وبما لا يستدعي تأجيل أي منها إلى حين توفر الإمكانات المطلوبة.
على الملأ – بقلم أمين التحرير محمود ديبو