تكشف تصريحات متزعم ميليشيا “قسد” المرتبطة بالاحتلال الأميركي في الجزيرة السورية، مظلوم عبدي حول تعاظم قوة تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة وخطره المتزايد في هذه المرحلة، الخطط الأميركية لإدامة الحرب الإرهابية على سورية وتوظيفها للتنظيمات الإرهابية كغطاء لسياستها العدوانية على الشعب السوري.
تتعامل الولايات المتحدة وتحالفها غير الشرعي مع الرأي العام الأميركي والعالمي باستهتار غير مسبوق وكأنه عقل دجاجة حيث سبق لها أن أعلنت عن القضاء على داعش في الجزيرة السورية واليوم تدفع بأحد مرتزقتها لمناشدة المجتمع الدولي والدول المشاركة في تحالفها للمساعدة في مواجهة التنظيم الذي تنامت قوته حسب مزاعم ميليشياتها من جديد وبات يشكل خطراً على المنطقة.
تفتقر تصريحات عميل الاحتلال الأميركي مظلوم إلى أدنى شروط المصداقية فمنذ الإعلان الأميركي عن القضاء على التنظيم الإرهابي قبل أكثر من أربع سنوات لم تتعرض القوات الأميركية والمليشيات المرتبطة بها لأي هجوم حقيقي من داعش ويعد الهجوم الأخير على سجن الثانوية الصناعية الوحيد للتنظيم والذي اعتبره العديد من المراقبين منسقاً من قبل الاحتلال الأميركي بالنظر لانطلاق مجموعات داعش المهاجمة للسجن من المناطق المتاخمة للقواعد الأمريكية.
كما أكدت اعترافات لعناصر من داعش ألقى القبض عليهم الجيش السوري التعاون الوثيق بين الاحتلال الأميركي وداعش والإرهابيين في مخيم الركبان وبينت تقديم القوات الأميركية السلاح والعتاد والمعلومات لهم في عملياتهم ضد وحدات ونقاط الجيش العربي السوري المنتشرة في الصحراء وبالقرب من التجمعات السكانية لحمايتها من الإرهاب.
من المعلوم للجميع أن تنظيم داعش الإرهابي هو صناعة أميركية بامتياز وباعتراف من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وأي تنامٍ لقوته في سورية والعراق أو أي مكان آخر لا يمكن أن يحصل إلا بدعم وغطاء أميركي وتعاون مع أدوات واشنطن في المنطقة والعالم وتظهر الكثير من الفيديوهات قيام القوات الأميركية في العراق وسورية باستخدام المروحيات لنقل عناصر من التنظيم الى جبهات القتال المختلفة.
تتحكم الولايات المتحدة بنشاط التنظيم بما يخدم مصالحها وتحتفظ بقواتها في العراق بحجة خطره كما تبرر احتلالها للأراضي السورية بمحاربة التنظيم ولذلك ليس وارداً على الاطلاق تخليها عنه من أجل مصالحها أولاً والرأي العام الأميركي الذي يتحرك وفق ما تقدمه له وسائل الإعلام الأميركية.
لو أرادت الولايات المتحدة وميلشياتها القضاء على التنظيم لأفسحت المجال أمام الجيش العربي السوري القيام بهذا الواجب حيث استطاع خلال وقت قصير تطهير مناطق واسعة من الأراضي السورية منه، ولكن ما تريده واشنطن هو توظيف الحديث عن تنامي قوة التنظيم في سياساتها الدولية والإقليمية ويعد الحديث الأميركي عن تأثير الخلاف المتصاعد بين موسكو وواشنطن فيما يتعلق بأوكرانيا وتوسع الناتو باتجاه الحدود الروسية على صيغ التنسيق، بينما في سورية مؤشر على ما يمكن أن نراه من تطورات في هذا الشأن.
إن اعتراف ميليشيا قسد بالتقصير في مواجهة هذا الهجوم وعدم الاكتراث بالمعلومات الاستخبارية مبرراً ذلك بضعف الامكانيات وتراجع الدعم الدولي هو من قبيل ذر الغبار في العيون ومحاولة مكشوفة من هذه الميليشيات لاستجلاب المزيد من التدخل الخارجي لمواجهة النقمة الواسعة من أهالي المنطقة ضدها جراء ارتهانها للمحتل الأميركي ومشاركتها له في نهب وسرقة الموارد الباطنية للشعب السوري وحرمانه منها.
لا يعد إجراء وكالة “أسوشيتد برس” هذه المقابلة مع العميل مظلوم عبدي من قبيل العمل الإعلامي الاعتيادي وإنما أمر موحى به لأن ما تحدث به عبدي موجه إلى الرأي العام الأميركي أولاً و الأوروبي عموماً وبالتالي فإن كل هذه التصريحات موجهة وتستهدف التمهيد لخطط وأعمال مستقبلية لربما على صلة بتطورات الأحداث الإقليمية.
إن ادعاء متزعم ميليشيا قسد بأنهم” محاطون بـ “داعش” هو دليل أكيد على عدم قيام القوات الأميركية بمحاربة التنظيم بل بتوظيفه واستخدامه ودعمه لتحقيق أهدافها وبالتالي لا فائدة من أي دعم خارجي في هذا السياق ما دامت المصلحة الأميركية مرتبطة ببقاء التنظيم من عدمه وتأتي مناشدته للدول الأوروبية وخاصة المشتركة في تحالف واشنطن منسقة مسبقاً وهي تنطوي على محاولة إعادة تفعيل دور الدول المشاركة في هذا التحالف وتوريطهم من جديد في العدوان على سورية وانتهاك سيادة العراق.
معاً على الطريق- أحمد ضوا