تكشف المحن التي تمر بها الأوطان معادن الناس تعيد الفرز فيسقط الغث والرديء ويظهر المخبوء إن خيرا أو شرا.. تلك هي سنة الحياة والكون.. ولا نظن ان مجتمعا صهرته التجارب وعركته الوقائع كما المجتمع السوري، وعلى رأي الشاعر المبدع محمد مهدي الجواهري في معلقته جبهة المجد.. فما ازددنا إلا صفاء وقوة وبهاء..
تسع سنوات من العدوان علينا ومازال رغيف الخبز يصل إلى كل مواطن سوري.. مازال إنتاجنا من كل شيء وفير.. العامل في معمله والفلاح في حقله، كل يعرف دوره وواجبه، لم ينتظر أن يكافأ أو يقول له أحد ما شكراً..
لأنه ابن الانتماء والوطن.. ابن سورية التي تعرف كيف تعيد رسم المشهد العالمي.. جنود بكل ميدان وكل ساحات الوطن.. ولن ننكر أن ثمة من ظهر عارياً على حقيقته.. تاجرٌ وباع واشترى ولكنه ليس إلا زؤانا في حقل قمح بلا حدود ينفر منه الجميع..
لسنا نتحدث عن مجتمع مثالي ابداً، فهذا لا وجود له إلا في الخيال.. اليوم ومع ما يجتاح العالم من محن الوباء نقرأ الكثير فيما يجري، فثمة صور ومشاهدات بدت جلية بعد الاسبوع الاول من الإجراءات الحكومية الاحترازية.. شباب بعمر الورد تراهم في الميادين التي يجب أن يكونوا فيها..
هنا شباب يعمل على التعقيم وهناك آخرون يمدون يد العون للمحتاج، وآخرون تطوعوا ليصل رغيف الخبز إلى كل بيت.. وفي ميادين القتال شباب الوطن حراس الحياة باقون صامدون..
سورية اليوم غنية بهية قوية برجالها شبابها بكل من فيها وكل من سما ليكون عمودا ترتفع فوقه راية الوطن..
قد يقول قائل: وماذا عمن يتاجر بلقمة العيش ماذا عن وعن..؟
نعم.. موجودون وهم بيننا ويشكلون كابوساً، لكنهم ليسوا القاعدة، ولن يكونوا الا مشهدا عابرا قد يلبث عاما أو أكثر، لكنهم سوف ينالون جزاءهم العادل ولن ينفعهم ما يكدسونه من مال..
الوطن له حساباته وأولوياته ولن يطول الانتظار لنرى الكثير الكثير..
شبابنا بوركتم أنتم سدنة الحياة وعنوانها.. ووطن فيه أنتم لهو منتصر بكل الميادين..
ديب علي حسن