ثورة أون لاين – ميساء الجردي:
وصلت الشائعات حول الفيروس المستجد كورونا إلى خطورة قد تكون أكبر من خطورته نفسه وبين لحظة وأخرى نشاهد على وسائل التواصل الاجتماعي شخصا متكأ يرسل لنا التحذيرات والنصائح من الوباء ولا نعرف من يكون، أو فيديو يرسل ليقدم النصائح ويبث المخاوف من الانتشار الخفي للفيروس والاختباء وراء الحقيقة، أو مشاهدة جماعية حول أعداد الموتى والإصابات.
التخفيف من حدة القلق
بالوقت الذي تتمحور التحليلات غير المنطقية للفيروس بربطه بأمور أخرى لا أساس لها من الصحة من بعض العقول التي تعشق اختلاق القصص وفبركتها.
هناك تحليلات نفسية اجتماعية تمكننا من التصدي الفردي والأسري لتأثيرات الفيروس في ظل الحرب على الكورونا تحدث عنها الدكتور رمضان محفوري استشاري وأستاذ الطب النفسي في وزارة الصحة الذي أكد على جملة من الأمور لحماية أنفسنا من القلق الزائد ومن أن يتحول ذلك إلى هلع يربك حياتنا، مبينا أن ازدياد خوف الإنسان وتوتره يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول وضعف المناعة، الأمر الذي يحتاج إلى إتباع بعض النصائح البسيطة لتخفيف حدة القلق والمحافظة على الهدوء: وأهمها إتباع الإجراءات الوقائية بشأن النظافة والعزل دون مبالغة أو تهويل، وغربلة صفحات الفيس، فليس كل ما يقال صحيح ومثبت، الحصول على المعلومات من تقارير منظمة الصحة العالمية والجهات الصحية المختصة فقط. وعدم الاعتماد على غوغل لأنه ببساطة ليس طبيبا، والابتعاد عما يتم تداوله على الإنترنت تجنبا للقلق والهلع، والاهتمام بالنفس عن طريق اللعب مع الأطفال وإعداد أطباق من الحلوى والأطعمة المفضلة وسماع الموسيقى أو مشاهدة
برنامج وفيلم كوميدي يساعد على إدخال الفرح والبهجة إلى الحياة اليومية.
رح تمرق
يبين الدكتور محفوري آلية التصرف للتخلص من الخوف من الإصابة بفيروس كورونا الذي يحاصر الكثيرين وكيف يتم ترويضه والانتصار عليه؟ من خلال ثلاث خطوات: الأولى: تتعلق بتقبل واعترف الخوف وتجنب إنكاره، والتشجع بالقول بأنني أخاف على نفسي وعلى أسرتي من الإصابة فشعور الخوف لا يدل على حالة ضعف أو عجز أو دليل على خلل في الشخصية.
وثانيا: مواجه هذا الخوف بالتفكير مما يخاف منه أو ما يخشى أن يحصل أو يقع فيه، ما هو الخطر الحقيقي المتوقع والأخذ بالحسبان ما يلي: أن الإنسان ليس وحده في مواجهة هذا الخوف بل أغلب شعوب العالم، وأن هناك من يهتم ليتصدى لهذه المشكلة ويتخذ الإجراءات اللازمة والضرورية للحماية، وهناك استنفار عالمي لايجاد العلاجات واللقاحات المناسبة.
بينما الخطوة الثالثة فهي تتعلق بتذكر كل ما يمكن القيام به وما يمكن تجنبه وذلك من خلال التقيد بالتعليمات والأنظمة والتدابير الصادرة بهذا الخصوص من مختلف الجهات المعنية والنتائج والأوضاع الإيجابية الناتجة عن هذا الالتزام. وذلك انطلاقا من القاعدة الذهبية التي تقول: كلما واجهنا هذا الخوف بأنظمة وتدابير دقيقة كلما استطعنا السيطرة عليه.
ما الذي سيتغير
من الأمور الهامة التي تحدث عنها الدكتور محفوري: هي ما الذي نستفيد إذا بقينا بالبيت؟ وهي التساؤلات التي يرددها الناس تتساءل يعني بعد هذين الأسبوعين ماذا سيتغير؟إضافة إلى عبارة ما الذي سيتغير؟ وعليه يؤكد استشاري الصحة النفسية أننا سنرجع إلى حياتنا الطبيعية أو لا سمح الله ممكن أن ينتشر الفيروس بشكل كبير
منوها إلى وجود أربعة أنوع من الناس خلال هذه الفترة : منهم لم يصلهم الفيروس وهؤلاء سوف يستفيدون من الجلوس بالبيت لأن العدوى لن تصلهم إذا نفذوا تعليمات الجلوس بالبيت وهكذا يتم المحافظة على الأشخاص الأصحاء.
ثانيا الناس الحاملين للفيروس من غير أي أعراض هؤلاء، جلوسهم بالبيت يمنع نقل العدوى إلى الغير ومع الوقت سوف تتغلب مناعتهم على الفيروس، وبهذا يخف عدد المصابين بشفاء هذه الفئة وعدم نقلها للعدوى للناس السليمين. والنوع الثالث: هم الناس الحاملة الفيروس ولديهم أعراض خفيفة وهؤلاء يحتاجون للذهاب إلى المستشفى للعلاج وبذلك يخف نقل العدوى للناس السليمين. أما النوع الرابع فهم الناس الحاملين للفيروس ولديها أعراض شديدة وهؤلاء محتاجين للذهاب إلى المستشفى للعلاج.
موضحا أن تطبيق الحظر يعني أن الفيروسات التي انتشرت على الأسطح والأرض وحتى في الهواء رح تموت بعد أسبوعين لأنها لن تجد جسم إنسان تتكاثر فيه وكل ذلك طبعا مرهون بالالتزام بالبيت وإتباع الإرشادات بدقة وبمسؤولية. فعملية الالتزام خلال الأسابيع المتتالية في البيت كفيل بالقضاء على الفيروس إذا كان موجود بالخارج على الأسطح ولن يجد جسد إنسان لاستقباله وسوف يموت داخل أجسام المصابين دون السماح له بالانتشار بين الأهل والأحبة.