الثورة – خاص
صرّحت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، السيدة هند قبوات، أن حماية الأطفال من جميع أشكال العنف والإساءة تمثل أكثر من مجرد التزام قانوني، فهي مسؤولية أخلاقية ووطنية تقع على عاتق الدولة والمجتمع بمؤسساته وأفراده دون استثناء.
وأكدت قبوات أن الوزارة تضع ملف حماية الطفل في مقدمة أولوياتها، وتعمل بشكل ممنهج على مكافحة كافة مظاهر العنف، خصوصاً تلك التي تستهدف الفئات العمرية الأكثر هشاشة، وذلك عبر اقتراح تشريعات جديدة، وتطوير أدوات الحماية وآليات التدخل، بالتعاون الوثيق مع الشركاء المحليين والدوليين.
جاءت تصريحات الوزيرة، تعليقاً على حادثة مقطع فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي يوثّق تعرض طفل يتيم الأب للتعنيف على يد عمه في مدينة حماة أثارت موجة استياء وغضب شديدين بين الأهالي والناشطين، الذين طالبوا بتدخل عاجل ومحاسبة المسؤول عن الانتهاك.
ولفتت الوزيرة إلى أن جهود الوزارة تشمل كذلك توسيع نطاق برامج الدعم النفسي والاجتماعي، وتنفيذ حملات توعية تستهدف الأسر والمجتمعات المحلية، بهدف خلق بيئة داعمة وآمنة تضمن للطفل حقه في الحياة الكريمة والنمو السليم.
وأضافت: “لا يمكن أن يكون لأطفال سوريا مستقبل آمن دون أن نوفر لهم الحماية والرعاية والاحترام الذي يستحقونه. إنهم الركيزة الأساسية في بناء الوطن، وحمايتهم مسؤولية الجميع”.
وثمّنت قبوات الاستجابة السريعة التي أبدتها كل من محافظة حماة ووزارة الداخلية حيال حادثة تعنيف الطفل التي تداولها الرأي العام مؤخراً، مؤكدة دعم الوزارة لكافة الإجراءات المتخذة، وحرصها على متابعة القضية لضمان توفير الحماية الفورية واللازمة للطفل المتضرر.
وكان صرّح محافظ حماة عبد الرحمن السهيان قائلاً: “نتابع باهتمام بالغ ما يتم تداوله من مقاطع تُظهر تعذيب طفل قيل إنه في محافظة حماة، وقد تم توجيه الجهات المختصة للتحقق من صحة الفيديو ومكان الحادثة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حال ثبوت الواقعة. نؤكد التزامنا الكامل بحماية الأطفال من كل أشكال العنف والإساءة.”
تُعد حوادث تعنيف الأطفال، ولاسيما من أقاربهم، من أخطر الظواهر الاجتماعية التي تهدد أمن الطفولة وتوازن المجتمع، فالعنف ضد الأطفال لا يقتصر على الأذى الجسدي، بل يمتد إلى النفسي واللفظي والإهمال، ويترك آثاراً عميقة قد ترافق الطفل مدى الحياة.
وكان أعلن قائد الأمن الداخلي في محافظة حماة، العميد ملهم محمود الشنتوت، إلقاء القبض على الشخص المتورط في تعذيب طفل في مدينة حماة، مشيراً إلى أنه سيُقدّم إلى القضاء لينال جزاءه العادل، وشدد على التزام قيادة الأمن الداخلي بحماية الأطفال من كل أشكال العنف والإساءة، مؤكداً أن أي انتهاك يُرتكب بحق القاصرين لن يُقابل بالتساهل.