الثورة – مها دياب:
يبقى العيد مناسبة تحمل روح الفرح والتجدد، بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعصف بالمجتمع، وفي يومنا هذا يجد العديد من الناس متنفساً بعيداً عن ضغوط الحياة، وهي الحدائق العامة حيث تزدهر وتنبض بالحيوية، مستقطبة الباحثين عن لحظات من الراحة والفرح.. وتجد ضحكات الأطفال تملأ الأجواء، لتؤكد أن السعادة يمكن أن تنتشي حتى وسط التحديات.
تراجع الزيارات العائلية
في السابق، كانت التجمعات العائلية جوهر العيد، تتنقل الأسر بين المنازل للتهنئة وتبادل الضيافة، ولكن اليوم تقلصت هذه العادة بشكل واضح، وفضل الكثيرون الاحتفال بأجواء أكثر انفتاحاً.
المحامية أمل محمد توضح لـ”الثورة” هذا التحول بقولها: “الناس باتت تتكيف مع الظروف الجديدة، وأصبح البحث عن البهجة يتخذ أشكالاً مختلفة، سواء في الحدائق أو المولات”.. والمجتمع حالياً بات ينظر إلى الأماكن المفتوحة كوسيلة اقتصادية للاستمتاع بالعيد، وتشهد الحدائق إقبالاً كثيفاً، خاصة من العائلات التي تبحث عن خيارات مجانية أو قليلة التكلفة، وفي المقابل يفضل البعض خاصة الأكثر قدرة مادياً الاحتفال في المطاعم والمولات.
الدكتور غدير علي، يرى أن هذا التحول يعكس تغير الأولويات، لافتاً إلى أن قدرة الناس الشرائية تراجعت، ولكن الفرح لا يرتبط بالمكان، بل بروح العيد التي نحملها معنا.
حسن سمير- موظف- يشارك وجهة نظره قائلاً: العيد فرصة للراحة والاستجمام، حتى إن لم تكن الظروف الاقتصادية مثالية، فالحدائق توفر لنا مكاناً نجتمع للاحتفال والمرح من دون التفكير بالتكاليف المرهقة.
العيد بعيون الأمهات هو فرحة الأطفال- حسب رأي كل من دلال، وهناء، ونبال، وغرام، ربات منزل، وأكدن أن العيد يظل فرصة لإسعاد الأطفال حتى لو تغيرت طقوسه، بقولهن: “مازلنا نحاول أن نجعل العيد مميزاً لهم، سواء بشراء الحلوى، أو اصطحابهم إلى أماكن يستطيعون اللعب فيها بحرية”، إن هذه المشاعر تعكس حرص الأمهات بالحفاظ على بهجة العيد، بغض النظر عن التحديات المعيشية.
اللعب والتسلية
بالنسبة للأطفال، فالعيد يعني لهم اللعب والانطلاق، لينا (10 سنوات) تعبر عن ذلك بقولها: “أحب الذهاب إلى الحدائق والمولات أكثر من زيارات العيد، لأنها تجعلني أركض وألعب كما أحب”.
بينما يقول علي (8 سنوات): “في الحدائق ألتقي بأصدقائي ونمرح معاً، أما في المنازل، فهناك قواعد كثيرة وقيود من أمهاتنا تمنعنا من اللعب أو التصرف بحرية”.
هذه الكلمات توضح كيف باتت الأولويات تختلف بين الأجيال، يبحث الصغار عن مساحات أكثر انفتاحاً للحركة والتفاعل.
رغم تغير العادات والتقاليد، ورغم التحديات الاقتصادية، يظل العيد رمزاً للأمل والسعادة.. فالمشاهد الاحتفالية، وضحكات الأطفال، والتجمعات العائلية حتى لو كانت أقل عدداً تعكس أن روح العيد لا تزال حاضرة، سواء أكانت في البيوت، أم الحدائق، أو حتى في أبسط اللحظات التي تجمع الأحبة، تبقى الفرحة قادرة على التغلغل في القلوب، لتمنح الجميع إحساساً أن العيد يأتي ليجدد الأمل، عاماً بعد عام.