من دفاتر الوطن ….الاطرش والقطامي… من طلب الموت توهب له الحياة ….الدورة الدموية التي تسري في عروقنا ليست فرنسية ولا بريطانية إنها عربية المنبع
ثورة أون لاين _ رفيق الكفيري:
الجلاء الذي نحتفل اليوم بذكراه الثالثة والسبعين خير دليل وشاهد على ضروب الشجاعة والبطولة والبسالة التي سطرها أبناء الجبل الأشم في مواجهة الغزاة والمحتلين وبهذه المناسبة العظيمة نستنهض ذاكرة التاريخ لتروي لنا عن بطولات الأجداد الذين رسموا ملامح الجلاء الذي ننعم به
سلطان باشا الأطرش… قائد الثورة السورية الكبرى
قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش ولد في بلدة القريا 5 آذار عام 1888 وهو ابن الشهيد ذوقان الأطرش الذي أعدمه الأتراك مع بعض الزعماء من الجبل شنقاً بدمشق عام ,1910 وتربى في مدرسة الجبل على حب الوطن والذود عن حياضه, وعارض بقوة الانتداب الفرنسي وثار في 21 تموز عام 1922 بسبب خرق الفرنسيين لحرمة الضيافة وأخذهم لضيفه أدهم خنجر الذي جاء يحتمي بداره, ومنذ اعلان الثورة السورية الكبرى عام 1925 ومبايعة سلطان باشا الأطرش قائداً عاماً لها, وجه قائد الثورة السورية عدداً من البيانات شدد فيها على الوحدة الوطنية ومواصلة الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي حيث جاء بيانه الأول ( إلى السلاح إلى السلاح يا أحفاد العرب الأمجاد هذا يوم ينفع المجاهدين جهادهم.( أيها السوريون لقد أثبتت التجارب أن الحق يؤخذ ولا يعطى فلنأخذ حقنا بحد السيف ولنطلب الموت توهب لنا الحياة. وقال السيد الرئيس الخالد حافظ الأسد راعي الجهاد والمجاهدين في قائد الثورة السورية الكبرى عندما نعاه باسم الجمهورية العربية السورية ( كان سلطان باشا رمزاً كبيراً من رموز النضال الوطني وأبلى بلاء كبيراً ناصعاً في الجهاد ضد المستعمرين, وكان للثورة السورية الكبرى التي تولى قيادتها العامة الأثر الكبير في دفع مسيرة النضال من أجل الاستقلال نحو النصر, وسيظل اسمه في تاريخ قطرنا مقروناً بالكفاح الوطني).
المجاهد عقلة القطامي
ولد عقلة القطامي عام 1889 في قرية خربا, التحق بالثورة السورية الكبرى وخاض معاركها ضد الاستعمار الفرنسي وجحافله, تربى في جبل العرب وأصبح صورة حية لأخلاق بيئته, وكان مثلاً أعلى في الدفاع عن الحرية والاستقلال, خابت آمال الفرنسيين في هذا الثائر والوطني عندما حذر الجنرال غورو بقوله: ( إن الدورة الدموية التي تسري في عروقنا ليست فرنسية ولا بريطانية إنها عربية المنبع), وبعد أن احتلت جيوش الفرنسيين الجبل نزح مع قائد الثورة والمجاهدين إلى صحراء شرق الأردن حيث مكث 12 عاماً وما انفك خلالها يطالب بالاستقلال والجلاء عن سورية وعندما قطفت الثمرة الأولى بمعاهدة عام 1936 عاد إلى الجبل مع المجاهدين عام 1937 وكافأته جماهير شعبنا في سورية ليكون في مجلسها النيابي لأعوام 1943- ,1947 ولدوره الوطني ورفضه لكل الاغراءات التي قدمتها له فرنسا, فقد قامت بنفيه عدة مرات وهدمت داره في خربا وصادرت أملاكه وانتقل المجاهد الكبير إلى رحمته تعالى عام .1953