ثورة أون لاين – هفاف ميهوب:
يكفي بأننا من وطنٍ، رُفِعَ بالكرامة فضمَّ إليها الشرف، وبأننا نتباهى بعشقه، ولن نساوم عليه أبداً مهما توجع أو نزف.. يكفي أنه علّمنا وعلى مدى الألم، كيف نقاوم ونواجهُ، كلّ من أظلمَ وظَلَمْ.
يكفي أننا من حضارته انبثقنا، نضيءُ الكون بإبداعاتٍ تُطلقنا.. تُبهر من ينظر إليه، بحبٍّ يصير ورداً فيه.. تحرقُ مدى من العماء، لأهل الشرّ والبغضاء.. بغضاءُ فضاءٍ قوَّاده، لوحوا بالغدر وأحقاده.. سعوا قصداً لقتلنا، فتعافت بنا جراحنا.. يموت الموتُ ولا نبرح، ما فينا من نبضٍ يصدح: سوريون نحنُ، نحنُ النغم واللحن.
نحنُ العطرُ وفوحه، بوحٌ في الشام روحه.. نحن القافية المتعافية، وصرخة الحق القاضية.. على الضالين والآملين، بأن نكون مُدمَّرين.. على المترقبين خيبتنا، لاخيبة رغم محنتنا.. سنعود بالحبِّ نغني، ونعزفُ أبد التمني:
حتماً نحنُ بخير، لأن وطننا غير.. دمهُ مقدَّسٍ ويتقدَّس، لا يمكن له أن يتنجّس.. فضاءات هواهُ نقية، نحيا بأنفاسك سورية.. نحيا بتقلباتنا، وتصاعد معاناتنا.. بضجيجِ أرواحنا، وتنوِّع آلامنا.. بمعجزاتِ ما فينا، ويردُّ الحياة إلينا.. الحياةُ والغد الواعد، فانظرْ يا العالم وشاهد.. شاهد أحمرنا يروي، هذي الأرض وكم يعوي.. أعداء لها وسَحقهم، وعدٌ منها لجَمعهم.. أعداء نورها المُبهر، حتماً يُعذَرُ من يُنذِرْ…