ثورة أون لاين-فؤاد مسعد :
وصل الفيلم الروائي القصير (نوم عميق) إلى المراحل الفنية الأخيرة ليكون جاهزاً للعرض خلال فترة قصيرة ، وهو من تأليف وإخراج خالد عثمان ، تمثيل : عباس النوري ، وفاء موصلي ، جمال العلي ، فايز قزق ، همام أيمن رضا ، نايا أندلس ، مهند بزاعي ، حسنا السالم ، نادين الشعار ، الطفل تاج خالد عثمان ، وإنتاج المؤسسة العامة للسينما . 
 حول المحور الأساسي للفيلم يتحدث المخرج خالد عثمان قائلاً : قصة الفيلم بسيطة ، تجري أحداثها في الوقت الحالي وتدور حول عائلة تقطن في دمشق بمنطقة باب توما ، وتتألف من أب وزوجته وابنه الذي يعيش في كندا ، الأب مخرج سينمائي متقاعد مُتقدم في العمر وهناك حالة من عدم التفاهم بينه وبين زوجته رغم أنهما أمضيا معاً سنوات طويلة ، وقد عمّق سفر الابن من الخلاف بينهما ، وتعتبر هذه العائلة مثالاً مصغراً عن الكثير من العائلات التي تعاني من المشكلة نفسها ، والمتمثلة بسفر الابن وبقاء الزوجين المتقدمين في العمر لوحدهما .

ـ كيف رصدت عوالم الزوجين خاصة أن هذه الفئة العمرية مغيبة عن الشاشة رغم غناها ؟ 
 تعتبر هذه الشريحة العمرية جزءاً من تاريخ هذا البلد ، وهذا التاريخ نحن مسؤولون عنه كما إننا مسؤولون عن الحاضر وعن بناء المستقبل ، والسؤال الذي يطرحه الفيلم : كيف نتعامل مع تاريخنا ؟.. 
ـ ما مساحة الحركة التي تمتعت بها كاميرتك والحدث الرئيسي يدور بين زوجين مُسنين مجمل حياتهما عبارة عن حوارات ؟
 رغم المسافة البسيطة ضمن الكادر السينمائي التي تفصل الزوج عن الزوجة إلا أن المشاهد سيجد خلال الحوار أنهما بعيدان جداً عن بعضهما البعض ، فكل منهما يفكر بقضيته بطريقته الخاصة ، هما مختلفان جداً رغم أن منزلاً واحداً يجمعهما . 
ـ كيف جاء إيقاع العمل خاصة أن الطبيعة العمرية للشخصيتين الرئيسيتين قد تفرض إيقاعاً معيناً ؟
 لكل شخصية في الفيلم إيقاعها ، وإن حاولت شخصية السيطرة على الإيقاع العام ستأخذك نحو إيقاع بطيء فيه حالة من الملل أو مراقبة للأحداث اليومية ، وفي حال حدوث ذلك سيدخل الفيلم في مأزق ، وبالتالي ينبغي المحافظة على ضبط الشخصيات ضمن الإيقاع العام الذي تصل فكرة الفيلم من خلاله . 
ـ هل يحتمل الفيلم أكثر من مستوى للقراءة ؟ 
 الحكاية التي نقدمها واضحة ولكن الطروحات الفكرية فيها تحتاج إلى قراءة ، ويبقى لكل شخص طريقة تلقي قد تختلف عن الآخر . والرهان حول كيف يقرأ المتلقي الفيلم ، وأعتقد أنه سيُقرأه بالشكل الصحيح . 
ـ كاميرتك عما كانت تبحث في الفيلم ؟ 
 من اللحظة الأول حتى الأخيرة كانت تبحث الكاميرا عن الإجابة على السؤال الذي يطرحه الفيلم والمتعلق بتعاملنا مع تاريخنا ، وبقيت أفكر فيه حتى بعد انتهاء التصوير ، فلم أستطع إيجاد الإجابة النهائية ولاأزال أبحث عنها ، لذلك تركتها لتكون حالة بحث عند المتلقي ، وربما الوقت هو من يعطي الإجابة الصحيحة . 
ـ الابن المقيم في الخارج إلى أي مدى كان حاضراً في الأحداث ؟
 الابن يشكل حلقة الوصل بين الماضي المتجسد بالأب والأم وبين المستقبل المتجسد بالحفيد ، فالابن هو هذا الجسر وبرأي أنه على عاتقه مسؤولية كبيرة في الربط بين الماضي والمستقبل ، وبغياب دور هذه الحلقة سيكون هناك مشكلة كبيرة .