ثورة أون لاين – ترجمة ختام أحمد:
تحدى ما يقرب من 20000 متظاهر الحظر المفروض في فرنسا على التجمعات العامة، فقاموا بالتظاهر ضد وحشية الشرطة في فرنسا بشأن وفاة رجل أسود في حجز الشرطة منذ سنوات وليس الآن، بما يحاكي الاحتجاجات في الولايات المتحدة ضد العنصرية وعنف الشرطة.
واندلعت اشتباكات بين المتظاهرين وضباط الشرطة خلال الاحتجاجات في باريس يوم الثلاثاء الماضي، حيث استخدم المشاركون شعارات ضد الوحشية الأمريكية والفرنسية وضد القتل العنصري، وشعارات تطالب بالعدالة لجورج فلويد و لأداما تراوري البالغ من العمر 24 عامًا، والذي مات بعد أن احتجزه ضباط الشرطة الفرنسية بوحشية منذ أربعة سنوات.
واستلهم العديد من المتظاهرين من حركة الاحتجاج في جميع أنحاء الولايات المتحدة التي اندلعت في أعقاب مقتل الأمريكي الأفريقي جورج فلويد على يد ضابط شرطة أبيض في مدينة مينيابوليس الشمالية الأسبوع الماضي، وحمل العديد منهم لافتات كتب عليها باللغة الإنجليزية “حياة سوداء مهمة” و “لا أستطيع التنفس”.
في وقت سابق من يوم الثلاثاء خاطبت شقيقة تراوري الكبرى “آسا” الحشد الكبير من المتظاهرين قائلة: “اليوم نحن لا نتحدث فقط عن قتال عائلة تراوري، إنها معركة من أجل الجميع، عندما نقاتل من أجل جورج فلويد، نناضل من أجل أداما تراوري “، وأضافت: “ما يحدث في الولايات المتحدة هو صدى لما يحدث في فرنسا”.
كما تم تنظيم مسيرات احتجاجية ضد وحشية الشرطة الفرنسية في مدن أخرى في جميع أنحاء فرنسا، حيث شارك 2500 متظاهر في مسيرة احتجاج في مدينة ليل الشمالية، وحوالي 2000 في مرسيليا ، و 1200 في ليون وفقًا لوكالة فرانس برس.
هذا في حين انتقد وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانر المسيرات الاحتجاجية الضخمة في فرنسا في رسالة على تويتر، معلنا أن “العنف ليس له مكان في الديمقراطية”.
وقال “لا شيء يبرر السلوك الذي حدث في باريس، فعندما تم حظر الاحتجاجات في الشوارع العامة كان هذا المنع لحماية الناس من الاصابة بفايروس كورونا.
وبدأ احتجاج باريس أمام محكمة القصر العدلي شمال المدينة، وقامت الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود، ثم اندلعت اشتباكات متقطعة بالقرب من الطريق الدائري الرئيسي في المدينة، حيث ألقيت الحجارة على قوات الشرطة التي ردت بإطلاق الرصاص المطاطي، كما أحرق بعض المتظاهرين صناديق القمامة والدراجات النارية لإقامة حواجز مشتعلة في الشوارع، وفي الوقت نفسه كتب قائد شرطة باريس ديدييه لالمينت الذي حظر مسيرة الاحتجاج يوم الثلاثاء رسالة إلى ضباط الشرطة مدافعًا عن سلوكهم وأعرب عن تعاطفه مع “الألم” الذي يجب أن يشعر به الضباط عندما “يواجهون اتهامات بالعنف والعنصرية تتكرر إلى ما لا نهاية من قبل الشبكات الاجتماعية وبعض الجماعات الناشطة “، وزعم أن “شرطة باريس ليست عنيفة ولا عنصرية “.
وجاءت المظاهرات الاحتجاجية يوم الثلاثاء بعد أن منعت سلطات الشرطة الإفراج عن تقريرين طبيين متناقضين حول سبب وفاة تراوري، وأشارت إلى حظر فيروس كورونا على تجمعات أكثر من 10 أشخاص، هذا في حين ظلت قضية تراوري مثيرة للجدل منذ فترة طويلة في فرنسا منذ اعتقاله عام 2016 من قبل ضباط الشرطة من أجل التحقق من هويته فقط .
أخبر أحد الضباط الثلاثة المحققين أنهم قاموا بتثبيت تراوري وحصره بأجسادهم الثلاثة بوقت واحد، ما دفعه إلى فقدان وعيه في سيارة الشرطة، ثم مات خنقاً في مركز الشرطة وهو لايزال قيد الأصفاد .
برأ خبراء طبيون فرنسيون يوم الجمعة ضباط الشرطة الثلاثة، زاعمين أن تراوري لم يمت بسبب “الاختناق الموضعي”، مستبعدين أن يعلقه الضباط على الأرض كسبب لوفاته، وبدلاً من ذلك حكم الخبراء بأن تراوري مات بسبب قصور في القلب .
النتائج الجديدة، وهي التقرير الرسمي الثالث لإخلاء الضباط ، تتناقض مع تقرير طبي سابق بتكليف من عائلة الشاب الذي قال إنه توفي اختناقاً، وأكد تحقيق آخر بتكليف من عائلة تراوري يوم الثلاثاء أن وفاته ناجمة عن طريقة الاعتقال التي استخدمها ضباط الشرطة المعتقلون، في غضون ذلك تعرض العديد من ضباط الشرطة الفرنسيين الآخرين للتحقيق بتهمة الوحشية ضد أفراد من الجمهور في مسيرات “الستر الصفراء” المناهضة للحكومة، وأثناء الإضرابات التي حدثت من أجل إصلاح القوانين المتعلقة في المعاشات التقاعدية حيث أصيب العديد من المتظاهرين في تلك المسيرات بالرصاص المطاطي أو القنابل الصوتية، وبعضهم فقد عينه أو يده.
وكالة Press TV