ثورة اون لاين :
ليس كوكب زحل وحده الذي له حلقة تسبح داخلها كويكبات، بل كان كوكب المريخ كذلك فيما مضى، حيث وجدت دراسة جديدة أنّ هذا الكوكب الملقّب بـ”الكوكب الأحمر” كانت له أيضاً حلقة قوية قبل مليارات السنين، لكنها اندثرت مع مرور الزمن.
وقال باحثون في الدراسة إنّ دوران القمر ديموس التابع للمريخ بطريقة منحنية هو دليل على أنّه كان يسبح في حلقة، وأنّه ليس هناك تفسير علمي آخر.
قد تمّ عرض نتائج الدراسة للجمعية الأميركيّة لعلم الفلك، وتّم قبولها .
من المعلوم أنّ لكوكب المرّيخ قمرين صغيرين هما ديموس وفوبوس، وحجمهما صغير مقارنة بقمر الأرض، حيث يبلغ قطر الأول 12 كلم، أما الثاني فقطره 22 كلم، وقد تمّ اكتشافهما لأوّل مرّة عام 1877، ورغم صغر حجمهما فإنّ العلماء يعتقدون أنّهما يخفيان أسراراً كبيرة.
ويقول المشرف على الدراسة: “في السابق كان الكثير من العلماء يعتقدون أنّ قمري المريخ ديموس وفوبوس نيزكان سحبهما المريخ إليه في وقت ما في الماضي، لكون مجال دوران القمر ديموس ليس متوافقاً مع مجال دوران المريخ فإنّ هذا جعل الكثير يعتقدون أنّه لا أهمية له، لكنّنا أثبتنا العكس”.
ويعتقد المشرفون على الدراسة أنّه كانت للمريخ في السابق عدّة أقمار كبيرة، وأن أحدها ربما كان أكبر بمقدار 20 مرّة من فوبوس، ثم تمّ دفعه للخروج من المدار وتجاوز الحلقة، وهذا أثّر على مدار دوران ديموس الذي أصبح منحنياً نوعاً ما.
وهذا يؤكّد أن حلقة المريخ كانت قويّة وكبيرة، وأنّ فوبوس حديث النشأة مقارنة بديموس، وقد تعود نشأته إلى حوالي 200 مليون سنة فقط.
ويأمل الباحثون أن تدعم الرحلة الفضائيّة -التي برمجتها اليابان إلى قمر فوبوس عام 2024 من أجل جمع عينات من تربته- نظريتهم بأدلّة علميّة جديدة.
ليس كوكب زحل هو الكوكب الوحيد الذي له حلقة يمكن رؤيتها وتصويرها، فهناك أيضاً نبتون وأورانوس الّلذان لديهما حلقة خفيفة جداً لا يمكن رؤيتها ولا تصويرها لأنّها مشكّلة من ذرّات صغيرة جداً لا يمكن التقاطها، لكنّ العلماء تمكّنوا من إثبات ذلك بأدلّة غير مباشرة.
فإنّ اكتشاف أنّ المريخ كانت له حلقة وذلك باعتماد حسابات فلكيّة يؤكّد أن حلقة زحل ستزول يوماً ما، نحن نتحدّث عن ملايين السنين أو ربما المليارات.