ثورة اون لاين -ديب علي حسن:
ثمة فارق بين القلق والخوف ..فما أحد إلا ويقلق ومن طبيعة النفس البشرية أن تخاف حين يستدعي الأمر ذلك.. وتقلق أيضاً حين الضرورة.. وما يجري في عالم الأفراد ينسحب على الدول والمجتمعات أيضاً..
فكم من خوف مارسه الكثيرون أو بالأصح ادعوه وكان كاذباً ليس إلا مساحيق تجميل وقفازات حريرية تخفي اللبوس الحديدي تحته ..الأميركيون يمثلون هذا الخوف المراوغ الكاذب المخاتل الذي يخفي وراءه الكثير مما تعده أدوات فتكهم.
في الحرب العدوانية على سورية والولايات المتحدة تتزعم هذا العدوان ..في هذه الحرب كانت واشنطن تمارس ازدواجية المواقف تمد الإرهاب بكل ما يحتاجه وتتدخل مباشرة لدعمهم وبالوقت نفسه تخرج أدوات تضليلها عبر وسائل الإعلام والمواقف التي تتباكى على السوريين وتستدر دموع العطف لتكون مدخلاً لعدوانهم.
اليوم النغمة ذاتها لم تتغير بل ازدادت فجوراً ووقاحة..يفرضون العقوبات القسرية التي تستهدف كل شيء من الشجر إلى الحجر ولو استطاعت واشنطن أن تمنع الهواء عن سورية لفعلت ..لقمة العيش والدواء وكل أسباب الحياة يريدون اغتيالها ..ثم يخرجون للبكاء باسم الإنسانية فيتردد صدى نفاقهم في أوروبا التابع الذي أظهر خنوعاً وتبعية لأميركا جعلت منه مجرد ظل لا معنى له..
وعلى نغمة قلق الأميركي سوف نسمع الكثير من القلق الغربي الدعي المتربص لأي فرصة لتحقيق شيء ما على أرض الميدان باسم المساعدات الإنسانية المعروفة غاياتها.
سورية التي كانت حوران وحدها تسمى إهراءات روما فكيف بسورية بكل مساحتها سورية أرض العطاء والخير ..كفوا عقوباتكم ارفعوا ظلمكم عنا كفوا إرهابكم وسورية بألف خير..نحن القلقون عليكم وعلى العالم من جنونكم ..نعرف أن الغد لنا ولسوف يشهد التاريخ على أننا نحن من أعطاه معنى الفعل الحقيقي.