الصورة الكاذبة

امتنع الصحفي في القسم الثقافي عن تقديم دراسات في القصص والروايات والكتب الجديدة الصادرة عن دور نشر مختلفة ، فكتب صحفي آخر رأيا نقدياً قال فيه :إن إدارة الصحيفة منعت زميله من متابعة جهده في تقديم كل ما هو جديد في عالم الثقافة ،واتهم المشرفين على القسم الثقافي ورئاسة التحرير بقمع المحرر وحرمان المتابعين من حقهم في معرفة الجديد والاطلاع على المنشورات الثقافية.
هذه الصورة الكاذبة والحكم الظالم على واقعة ما، يشبه تماما حال من ينظر إلى قضيب مستقيم موضوع في حوض زجاجي مملوء بالماء ، فيراه الناظر مكسوراً في الحد الفاصل بين الماء والهواء، وتبدو هذه الصورة واضحة للعين أينما كان يقف الناظر، ولكن مهما كان من أمر النظر فإن الحقيقة الثابتة تبقى أن القضيب مستقيم وليس مكسوراً أبداً ، وهنا نحن أحوج ما نكون لامتلاك الحكمة في إصدار الأحكام الصادقة والدقيقة بشأن الحوادث والقضايا والروايات وعدم التسرع في تقديم الحكم النهائي حولها.
الصورة الكاذبة تنطبق على العلاقات الشخصية والفردية بنفس القدر الذي تنطبق فيه على العلاقات الدولية والإقليمية، فالصورة التي تقدمها الولايات المتحدة الأميركية لنفسها فيها من القوة الكثير، وهي صحيحة دون أدنى شك، لكنها بالتأكيد ليست بالحجم الذي يتجسد في أذهان وعقول الأفراد ممن يتوهمون أنها بتلك القوة قادرة على تمرير وفرض كل ما تريد من قرارات وفق مصالحها ورغباتها،وهنا ليس أدل على ذلك من وجود دول كثيرة ، منها محور المقاومة خارجة عن هذا المفهوم وغير خاضعة للإرادة الأميركية، دون أن تقوى واشنطن على فرض قرارها.
واليوم تأتي الإدارة الأميركية بما تسميه قانون قيصر للتضييق على الشعب السوري وحرمانه من جميع احتياجاته وسط حالة تهديد لجميع دول العالم لا تستثني حكومة أو شركة أو فرداً، وهي تلجأ إلى هذا الخيار بعد فشلها على مدى سنوات طويلة في فرض إرادتها، فهل تراها تستطيع اليوم تنفيذ ما عجزت عنه سابقاً؟
أجزم أن الولايات المتحدة الأميركية ستفشل من جديد تماماً كما حصدت الفشل تلو الآخر في سنوات سابقة لذات السبب الذي قدمناه بأن الحقيقة والواقع ليس هو الصورة المقدمة وأن الصورة المتداولة في الإعلام إنما هي الصورة الكاذبة والتي يتم فيها تضخيم حالة القوة الفاعلة، فماذا تنتظر الولايات المتحدة الأميركية من شعب قررت ذبحه وحرمانه من كل أسباب الحياة غير المواجهة من أوسع أبوابها ؟
ويبقى فصل القول في أن الصورة التي يتم تضخيمها ستكون نهايتها الدمار والاندحار أمام ثوابت الزمان والمكان وحقائق التاريخ الأصيلة، ونحن نملك كامل عواملها المؤدية إلى الانتصار مهما كانت التضحيات جسيمة وكبيرة، فبلوغ الأهداف الكبرى وارتقاء سلم المجد والفخار لا يكون إلا بالتضحيات بالغالي والنفيس ، وشواهد تاريخنا ماثلة لا تغيب.

معاً على الطريق  –  مصطفى المقداد 

آخر الأخبار
عودة ميمونة لبرشلونة للكامب نو برباعية قنوات رياضية عالمية على البث الأرضي في سوريا بايرن يبتعد في صدارة البوندسليغا سان جيرمان يستعيد صدارة الليغ آن فوز الجيش وأهلي حلب في دوري اليد جبلة يشكل الفريق الرديف للرجال صعود أربعة أندية لدوري الأولى لكرة الطائرة من شمالها إلى جنوبها.. "فداء لحماة" بارقة أمل لريف أنهكته سنوات الحرب والدمار حملة "فداء لحماة"... أكبر مبادرة إنسانية وتنموية منذ سنوات حلب بين الذاكرة والتبرعات.. جدل حول تسمية الشوارع حزمة مشاريع خدمية في عدد من المدن والبلدات بريف دمشق تنظيم ١٥ ضبطاً بعدد من المنشآت السياحية في اللاذقية بدء ري الأراضي للموسم الشتوي من مشروع القطاع الخامس بدير الزور تجهيز 22 حاضنة أطفال في مستشفى الهويدي بدير الزور مشاركون في "سيريا هايتك": فرص استثمارية واعدة بالسوق السورية الرقمية  الزراعة العضوية.. نظام زراعي إنتاجي آمن بيئياً   أجهزة قياس جودة الزيت تدخل أسواق ريف دمشق أربع آبار لمياه الشرب تلبية لاحتياجات سكان بصرى الشام ومعربة  بعد 15عاماً.. سوق الإنتاج بحلب أعاد افتتاح أبوابه بأكبر مهرجان للتسوق  "المركزي" يكشف عن إجراءات جديدة لإدارة السيولة ودعم القطاع المصرفي