ثورة أون لاين – سامر البوظة:
مع استمرار الاحتجاجات التي تشهدها الولايات المتحدة الأميركية على خلفية مقتل المواطن الأميركي من أصول إفريقية جورج فلويد, تستمر المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين الذين يزداد غضبهم يوما بعد يوم جراء العنف والقمع الذي يواجهون به، وتهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتوعده باستخدام القوة العسكرية وباستخدام الكلاب الشرسة لقمعهم, تلك التهديدات التي لم يتوقف عنها يوما منذ اندلاع المظاهرات, إضافة إلى وصفه المحتجين بالعصابات المخربة واللصوص والرعاع والبلطجية, وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على العنصرية المتجذرة في أعماق ترامب, والتي لم يستطع إخفاءها والتي يحاول فيها تكريس المنهج العنصري لبلاده.
ترامب وجه بالأمس تحذيرا شديد اللهجة للمتظاهرين في واشنطن، مهددا باستخدام “قوة جدية” إذا حاولوا إنشاء منطقة لهم على غرار ما جرى بسياتل، وكتب على تويتر:لقد فوضت إلى الحكومة الفدرالية اعتقال أي شخص قام بتخريب أو تدمير أي نصب أو تمثال أو أي ممتلكات اتحادية أخرى في الولايات المتحدة مع عقوبة بالسجن لمدة تصل إلى 10 سنوات.
مواقف وتصريحات ترامب هذه والتي تطالب باستخدام القوة المفرطة وبشكل علني ومتكرر ضد المحتجين، تؤكد على عقلية ترامب الهمجية ونهجه العنصري، ولطالما كانت الولايات المتحدة هي المحرك الأساسي لأي احتجاجات تحدث في العالم, وكانت تطالب بحماية المحتجين وعدم التعرض لهم تحت شعارات ثبت لاحقا زيفها تتحدث عن الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان, ولكن هذه المرة انقلب السحر على الساحر, وأصبحت الاحتجاجات في أميركا العنوان الأبرز, وجاءت هذه الاحتجاجات لتكشف حقيقة الولايات المتحدة العنصرية, ولتثبت في نفس الوقت كذب ونفاق الإدارة الأميركية حول شعارات لا تؤمن بها ولا تقيم لها وزنا أصلا، وتصرفاتها أثبتت خلاف ما كانت تطالب به الشعوب والدول الأخرى.
وهذه المرة الأولى التي يفترش فيها الأميركيون الساحات, لكن هذه المرة الأمور مختلفة عن سابقاتها, فالعنوان هنا هو الاحتجاج على العنصرية الكامنة في المجتمع الأميركي لسنين طويلة, والتي فجرتها جريمة مينابوليس العنصرية, بالإضافة إلى أن الاحتجاجات ضد العنصرية أعادت إلى المشهد الجدل حول التماثيل المرتبطة بحقبة العبودية والاستعمار بتاريخ الولايات المتحدة, حيث حطم المحتجون تمثال كريستوفر كولومبوس, إضافة إلى تماثيل رموز الكونفدرالية وسط تزايد الضغوط على السلطات لإزالة تلك التماثيل التي تذكر الأميركيين بتاريخهم العنصري الأسود.