ثورة اون لاين- بيداء قطليش:
لايزال النظام التركي يكثف جرائمه بحق المدنيين، ويمعن في ممارساته القمعية، ويرفع حدة انتهاكاته اللاإنسانية ويستغل الظروف الدولية وانشغال العالم بالتصدي لجائحة كورونا لتكريس احتلاله لأجزاء من الأراضي السورية.
اليوم يتبادل النظام التركي ومرتزقته الإرهابيون أدوار الإرهاب والإجرام بحق السوريين في المناطق الرازحة تحت سيطرتهم، فتارة يقوم نظام اللص أردوغان بسرقة محصول الحبوب في المناطق التي يحتلها بأرياف الحسكة والرقة تحت يافطة الشراء، وإجبار الفلاحين على تسويق محاصيلهم إلى المراكز التابعة له حصرا، أو عبر إدخال الحصادات إلى حقول الفلاحين لسرقة محاصيلهم كما حدث بريف رأس العين، وتارة أخرى عبر قيام مرتزقة هذا النظام من التنظيمات الإرهابية بإضرام الحرائق في أراضي الفلاحين المزروعة بالقمح والشعير بهدف حرمان الأهالي من مصادر رزقهم والضغط عليهم لإجبارهم على تسويق محاصيلهم لمؤسسات النظام التركي، إضافة إلى التأثير سلبا على الاقتصاد السوري في ظل الحصار الجائر والأحادي الذي تفرضه دول غربية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، لتصل هذه الممارسات العدوانية إلى جريمة حرب جديدة وابتزاز نحو مليون نسمة من سكان مدينة الحسكة بأسلوب غير إنساني وغير أخلاقي، وذلك من خلال التحكم بضخ محطة مياه علوك بريف مدينة رأس العين المحتلة وإعاقة عمال المؤسسة العامة لمياه الشرب ومنعهم من الدخول إلى المحطة لتشغيلها ما أثر سلبا في استقرار واقع مياه الشرب في مدينة الحسكة وحرمان الأهالي منها.
عدد من عمال مؤسسة مياه الشرب أكدوا لوكالة سانا أن قوات الاحتلال التركي تمنعهم من الوصول إلى المحطة لإجراء أعمال الصيانة وتشغيلها وأن عمليات الضخ تتم بالحد الأدنى ما يؤدي إلى ضعف ضخ المياه وتأخر وصولها إلى المشتركين في مدينة الحسكة والتجمعات السكانية التابعة، فيما اعتبر عدد من الأهالي هذه الممارسات العدوانية جريمة حرب وأن على المنظمات الدولية التدخل لحماية محطة مياه علوك وتحييدها لكونها المصدر الأساسي لمياه الشرب وعدم السماح للاحتلال التركي باستمرار ابتزاز المدنيين بهذا الأسلوب غير الإنساني.
هذه اللصوصية الوقحة لنهب المقدرات السورية والتسلل العدواني تؤكد أن النظام التركي يتغذى على مفرزات الإرهاب، ويزيد منسوب جرائم التطهير العرقي التي يرتكبها في الشمال والجزيرة ليصل إلى توسيع أطماعه العدوانية وهو الموغل في الوصولية والإرهاب، ولا يمكن له إلا أن يلعب دور الحرباء التي تتلون حسب طقوس المنفعة وحسب غايات الجشع، ويختبئ في الجحور الإرهابية متسولاً الهدن طالباً النجدة إذا ما حميت نيران المعارك الميدانية.
هذه العقلية العثمانية الديكتاتورية الرعناء التي تسيطر على نظام أردوغان، أدخلت تركيا في سلسلة أزمات خارجية وداخلية متفاقمة، ظناً منه أن ما يقوم باستحداثه من مواقع احتلالية سيصبح واقعاً مفروضاً فيما بعد، ويرفع من منسوب شعبيته ومستقبله السياسي، متناسياً أن كل رهاناته السابقة كانت خاسرة، وكل أوهامه ومشاريعه الاستعمارية على الجغرافيا السورية نسفتها انجازات الميدان، وستبقى الأرض السورية واحدة موحدة بجغرافيتها ، وسيفهم المجرم اردوغان مكرهاً أن مسيرة التحرير متواصلة حتى اجتثاث كل إرهابي أو غاز محتل.