ثورة أون لاين – ظلال غصون:
في ظل المناكفات الأميركية والأوروبية بشأن السماح لدخول القادمين إلى أراضيهما، أعاد الاتحاد الأوروبي اليوم فتح حدوده أمام المسافرين من 15 بلدا، ولكنه حظر دخول المسافرين القادمين من أميركا التي تشهد انتشارا واسعا لفيروس كورونا المستجد التي حذر كبير خبرائها الصحيين من أنها تسير في “الاتجاه الخاطئ” مع ارتفاع عدد الإصابات في العديد من الولايات الأميركية.
حيث يستذكر خبراء سياسيون استياء الاتحاد الأوروبي من قرار واشنطن بفرض حظر من جانب واحد من وإلى دول الاتحاد دونما أي اتفاق مسبق بين واشنطن والاتحاد الأوروبي بسبب وباء كورونا، وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إن “فيروس كورونا” يمثل أزمة عالمية لا تقتصر على قارة بعينها وتتطلب التعاون بدلا من التصرف من جانب واحد.
وبالوقت الذي يبدي فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب تطرفا في التعامل مع الفايروس التاجي، وضع الاتحاد الأوروبي اللمسات الأخيرة على لائحة الدول التي اعتبر الوضع الصحي فيها آمنا بدرجة كافية للسماح للمسافرين منها بالدخول كنوع من المحاولة لإنقاذ قطاع السياحة المنهك في القارة العجوز بعدما خنقته إجراءات حظر السفر غير الضروري منذ منتصف آذار.
والمراقب للمشهد العام الذي التهمت كورونا جزءا كبيرا من حيويته يلاحظ مدى الخطر المحيط والذي يزداد سوءا يوما بعد يوم، حيث أشارت منظمة الصحة العالمية إلى وجود حوالي 10,4 ملايين إصابة معروفة في العالم، لافتة إلى أن الوباء “لم يقترب حتى من نهايته”.
وفي السياق ذاته لفت خبير الصحة “أنطوني فاوتشي” إلى أن أميركا يمكن أن تسجل 100ألف إصابة جديدة يوميا بكوفيد19 إذا لم يتغير أسلوب ترامب بالتعامل مع الأزمة الصحية التي تهدد حياة الملايين،حيث أعلنت ولاية تكساس وحدها عن 6975 إصابة جديدة، كما أودى الوباء بحياة 127 ألف أميركي حتى الآن وأكثر من 508 آلاف مدني في العالم، ويذكر أن عدد الولايات الأميركية التي فرض على سكانها الحجر الصحي لمدة 14 يوما ارتفع إلى 16 ولاية.
كما حذرت منظمة الصحة الدول الأميركية من أن عدد الوفيات الناجمة عن الفيروس في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي قد يصل إلى 400 ألف بحلول تشرين الأول المقبل ما لم تتخذ تدابير أكثر صرامة للصحة العامة.
من جهة أخرى يؤكد مراقبون أن ترامب لايزال يلهث خلف أطماعه مستغلا انتشار فيروس كورونا كفرصة لرفع أسهمه في الانتخابات الجارية والتي تتصادم مع خطى منافسه المرشح الديموقراطي للرئاسة جو بايدن الذي يرفض أن يعقد تجمعات خلال تفشي الوباء على عكس ترامب الذي حضر مهرجانات انتخابية عديدة في حملته الانتخابية حاليا، لتتحول الساحة الانتخابية إلى مضمار لعب يحمل بطياته المصالح الشخصية بعيدا عن إعطاء الأولوية للتصدي لوباء كورونا.
من جهتها شهدت بريطانيا التي سجل فيها أكبر عدد من الوفيات في الوباء أكبر انكماش ربع سنوي منذ أربعين عاما، نسبة التراجع 2,2 بالمئة بين كانون الثاني وآذار كما توقع خبراء الاقتصاد تراجعا أكبر في الإنتاج مما يجعل بريطانيا في حالة ركود تقني.
وفي أستراليا أدى الارتفاع في عدد الإصابات بفيروس كورونا في بعض مناطق ملبورن إلى فرض إجراءات جدية لملازمة المنزل تطال نحو 300 ألف شخص.
وفي جميع أنحاء العالم مازالت النشاطات الرياضية بعيدة عن الالتزام ببرامجها بما فيها كأس الأمم الأفريقية 2021 ليبقى عنوان المرحلة الرئيسية التي يجب أن تشغل السياسيين وجميع الدول هو التصدي لوباء كورونا على عكس السياسة الأميركية الراهنة.
