ثورة أون لاين – سامر البوظة:
القتل والتهجير وهدم المنازل والاستيلاء على الأراضي وتهويدها بالقوة, هو المنهج الإجرامي لسلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تستمر من خلاله بممارساتها وإرهابها المفرط بحق الشعب الفلسطيني بضوء أخضر ودعم أميركي لا محدود, عبر اقتحام مدنهم وقراهم والاعتداء عليهم وشن حملات اعتقال يومية بهدف تهجيرهم والاستيلاء على أراضيهم.
وعلى الرغم من الرفض الفلسطيني والدولي الواسع لتلك الممارسات التي تنتهك القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية, إلا أن سلطات الاحتلال تسارع لتنفيذ مخططاتها العدوانية التهويدية بضم أجزاء من الضفة الغربية تنفيذا لبنود ما تسمى “صفقة القرن” التي أعلنتها واشنطن أواخر كانون الثاني الماضي بهدف تصفية القضية الفلسطينية, وتصعد من عمليات هدم منازل وممتلكات الفلسطينيين في الضفة الغربية وخاصة القدس المحتلة في ظل تجاهل المجتمع الدولي للمطالبات الفلسطينية بالتدخل العاجل لوقف عمليات الهدم وتطبيق القرار الأممي 2334 الذي يطالب بالوقف الفوري للاستيطان.
والجرائم المتواصلة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني ما كانت لتتم لولا الدعم الأميركي, وتواطؤ بعض الأنظمة العربية التي هرولت للتطبيع مع هذا الكيان الغاصب, ولكن أخطرها على الإطلاق هو مخطط الضم الذي يعد الأخطر في تاريخ القضية الفلسطينية منذ نكبة عام 1948, وهو ما لاقى رفضا شعبيا غاضبا داخليا وخارجيا.
حيث شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة اليوم, يوم غضب شعبي رفضا لمخططات الاحتلال الإسرائيلي ضم أجزاء من الضفة الغربية, وشارك آلاف الفلسطينيين في مظاهرة خرجت في مدينة غزة رفع المشاركون خلالها الأعلام الفلسطينية ولافتات تؤكد رفض مخططات الضم والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق الفلسطينيين وتشدد على التمسك بالحقوق والثوابت الوطنية.
كما شهدت مدن الضفة الغربية أيضا مظاهرات مماثلة, و دعت 16 منظمة فلسطينية ودولية لمظاهرات في مدن وعواصم عدة حول العالم دعما للشعب الفلسطيني في مواجهته لمخطط الضم, بينما أعلنت عشرات المنظمات الدولية عن نشاطات وفعاليات أخرى داعمة خلال شهر تموز الجاري.
شخصيات وأحزاب فلسطينية جددت التأكيد على رفض مخططات الاحتلال الإسرائيلي ضم أجزاء من الضفة الغربية, مؤكدة أن قرار الضم مخطط استعماري عنصري يهدد الوجود الفلسطيني, مشددة في الوقت نفسه على ضرورة توحيد الصف الفلسطيني وتبني استراتيجية وطنية كفاحية لمواجهة مخططات الاحتلال وإفشالها، وأنه لا بديل عن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس.
وأكدت كافة القوى الفلسطينية أن الشعب الفلسطيني موحد في وجه تلك المؤامرة وسيشعل انتفاضة الغضب ولن يسمح بتمرير تلك المؤامرة التي تهدف لتصفية حقوقه المشروعة.
وهذا الرفض الفلسطيني الواسع لمخططات الاحتلال، والصمود الذي يبديه الفلسطينيون كفيل بإفشال “صفقة القرن” وكل ما يتصل بها من إجراءات عدوانية تستهدف سرقة أرضهم وحقوقهم، وكل محاولات الاحتلال ستفشل لأن في فلسطين شعبا مقاوما ومؤمنا بقضيته, ولن يتخلى عن أرضه ومقدساته, فالاحتلال إلى زوال مهما طال الزمن.