الثورة – سامر البوظة:
مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جرائمه بحق الشعب الفلسطيني وتوسيع نطاق عدوانه على قطاع غزة، رغم كل التحذيرات الدولية من العواقب الخطيرة لهذا العدوان، حذرت تركيا على لسان وزير خارجيتها هاكان فيدان من أن الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على غزة ومختلف أنحاء فلسطين تهدد بإغراق المنطقة بأسرها في صراع في حال لم يتم إيقافها.
ونقلت وكالة الأناضول عن فيدان قوله خلال جلسة طارئة للبرلمان التركي حول الجرائم الإسرائيلية في غزة: إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة منذ عامين متجاهلة كل القيم الإنسانية الأساسية أمام أعين العالم كله، مشدداً على أن الفظائع هناك سُجلت كواحدة من أحلك فصول تاريخ البشرية.
وأضاف فيدان: إذا سمح لإسرائيل بمواصلة هجماتها المتهورة في غزة فإن الأمر لن يقتصر على الفلسطينيين بل سيؤدي إلى إشغال المنطقة بأكملها.
وفي وقت سابق، أعلن وزير الخارجية التركي عن قطع جميع أشكال التجارة مع إسرائيل وإغلاق المجال الجوي أمام الطائرات الإسرائيلية ومنع السفن التركية من الرسو في الموانئ الإسرائيلية، معبراً عن رفض بلاده لأي مقترح ينطوي على تهجير الفلسطينيين من غزة واصفاً إياه بـ “الباطل”.. مؤكداً أن الهجمات الإسرائيلية المتهورة في الإقليم تمثل أوضح دليل على عقلية كيان يتحدى النظام الدولي.
إلى ذلك أقر البرلمان التركي مذكرة رسمية تدين تصعيد كيان الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة وجرائمه المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، وتؤكد أن ما يقوم به يشكل إبادة جماعية، وطالبت المذكرة بتعليق عضوية كيان الاحتلال في الأمم المتحدة وضمان وصول المساعدات إلى غزة ومحاكمة قادته على جرائم الحرب، مع تأكيد دعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس، داعيةً برلمانات العالم إلى قطع العلاقات مع الاحتلال وكسر حصاره.
وفي وقت سابق كان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد حذر من العواقب الخطيرة نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي بعدوانه على قطاع غزة والذي خلف حتى الآن عشرات آلاف الشهداء والمصابين ودماراً هائلا في البنية التحتية والمنازل، مؤكداً ضرورة حماية السكان وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، مشيراً إلى أن حالة الطوارئ في غزة تتفاقم وسط انهيار كامل للنظام الصحي ومجاعة تهدد حياة ملايين الفلسطينيين، داعياً إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة.
والجمعة الماضية، أعلنت الأمم المتحدة رسمياً حدوث المجاعة في مدينة غزة وسط القطاع، محذرة من أنها قد تنتشر إلى مدينتي دير البلح وسط القطاع، وخان يونس جنوبه نهاية شهر أيلول القادم، ووفق التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي فإن أكثر من نصف مليون شخص في غزة يواجهون ظروفاً كارثيةً، أي المرحلة الخامسة من التصنيف، ومن خصائصها الجوع الشديد والموت والعوز والمستويات الحرجة للغاية من سوء التغذية الحاد.
يأتي ذلك في وقت تواجه فيه إسرائيل دعوى إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية بسبب عدوانها المتواصل على غزة منذ السابع من تشرين الأول 2023 وارتكابها جرائم إبادة وتجويع ضد الفلسطينيين في القطاع، كما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في تشرين الثاني الماضي مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يواف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في غزة.
يذكر أن الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ السابع من تشرين الأول 2023 خلفت حتى الآن أكثر من 63 ألف شهيد، ونحو 159 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 322 شخصاً، منهم 121 طفلاً.