ريشة ناجي العلي عصيّة على النسيان

الثورة – رفاه الدروبي:

 

إنَّ نضوج تجربة رسام الكاريكاتور ناجي العلي الفنية جعلته يترك لنا نحو ٤٠ ألف لوحة، نشر منها ١٧ ألف لوحة، شكل مدرسته الخاصة به وكان قيمة مضافة حاملاً رسالة مضمونها أنَّه صاحب وعي في الذاكرة الجمعية الفلسطينية.. بكلماته القليلة بدأ رسام الكاريكاتور نضال خليل محاضرة بعنوان “ناجي العلي.. وجه لا يغيب” مستعيداً ذكرى وفاته التي قاربت أربعة عقود ضمتها أكاديمية دار الثقافة في مخيم اليرموك بدمشق.

أعماله خالدة

وتابع الفنان نضال حديثه: إن أعمال ناجي العلي خالدة ويقتدى بها نتيجة صدق نقل معاناة شعب، ودفاعه عن قضيته، وكان “حنظلة” بمنزلة ريشة عصيّة على النسيان، إذ رفض المساومة، ودافع بها حاملاً قضية الإنسان المقهور، والمظلوم بطريقة أو بأخرى، والدفاع عن شعب صاحب حق.. لابدَّ أن ينال حقوقه بينما بقيت أعماله بذهنية الناس نتيجة معادلة صعبة للوحة، وفكرة وأيقونة ثابتة لفنان يرسم لوحاته التشكيلية الغريبة التي مازالت معادلة صعبه للذاكرة الجمعية، لكن الأجيال الجديدة لا تعرف عن ناجي العلي شيئاً لشخص يعتبر من المبدعين استشرف القضية والخلافات والتاريخ وفي الإطار الضيق اختزن الذاكرة الجمعية.. فيما عاد بحديثه إلى بدايات رسام الكاريكاتور العلي، إذ بدأ في الصحف العربية، والمرحلة الأولى بصحيفة السفير اللبنانية كانت شاهداً على نتاجاته منذ عام ١٩٦١- ١٩٦٣ لكنَّه انتقل للعمل في صحيفة القبس الكويتية لتمنحه فرصة كبيرة للحالة الثقافية المنتعشة في الكويت، لم يستمر بالعمل فيها وسرعان ما عاد إلى السفير اللبنانية أثناء الحرب الأهلية، مستعرضاً من خلال لوحاته واقع المكونات اللبنانية، وأسقطها على لوحاته فتتوجه الصحيفة لطبع نسخ طبق الأصل عن أعماله وتلصقها على الجدران، لتحمل خصوصية كونه دخلاً في العمق الفلسطيني ما يصعب التعرف على مدلولاتها لدى بعض الأشخاص.

منتقلاً إلى أنَّ لوحته بعيدة عن الكاريكاتور قريبة من المونتيفة، ويمكن وضعها تحت قصيدة، أو تحتل الصفحة الأخيرة لكثرة الخبرات كان هناك مفهوم مختلف، وتعددت الأساليب والمدارس لتبقى رسوماته شاهدة عليه، وكثيراً من الناس يفارقون الحياة لكن تبقى أعمالهم دلالة على رسوخها في الذاكرة.

استشراف المستقبل

من جهته الدكتور ثائر عودة بيَّن أنَّ ناجي العلي تميز بأمرين، الجرأة والنقد وعدم المهادنة على الثوابت فلم يرتجف أو يتردد في كل مواقفه حتى لو أدَّى ذلك إلى خسارته امتيازات مغرية، بل حتى لو أفضت إلى موته، أمَّا الأمر الآخر فيتجلى باستشراف المستقبل مثلاً تبشيره بانتفاضة الحجارة “الانتفاضة الأولى” المندلعة بعيد استشهاده باعتباره رسم عنها مبشراً بها.

لاريب أنَّ استشراف المستقبل من أهمِّ صفات المبدع ذي العين الثاقبة القادرة على قراءة الواقع الراهن ومآلات سيفضي إليها مستقبلاً.

الأيقونة الفلسطينية

بدوره الناقد أحمد علي هلال لفت إلى أنَّه لم يعد السؤال من قتل ناجي العلي مطروحاً، على الرغم من زمن مضى بعينه بين استشهاده، وإصابته ودخوله حيّز الغيبوبة، ويعد الأيقونة الفلسطينية في الوعي الجمعي الثقافي الفلسطيني والعربي والعالمي، حمل فنه إلى العالم ومن بقعة جغرافية ضيقة “عين الحلوة” ليقف ساخراً ومتندراً بخطوطه البيضاء والسوداء وتعليقاته الفادحة السخرية، مقارباً القضية الفلسطينية بمراحلها المختلفة وتحولاتها العاصفة.

كما رأى هلال أنَّه الاسم والدلالة في الذاكرة البعيدة والقريبة بآن، مهماز مثقف نوعي، كان الباحث والمنقّب عن أعتى الأسئلة الوجودية وعن مفارقات الحياة السياسية الفلسطينية، ليرسم موقفاً ويجهر برؤيا عابرة لزمنه، فن أقوى من النسيان والغياب، ليُستعاد ناجي الآن وفي كل وقت، ومعه يُستعاد تاريخ حافل بالمواقف والنبوءات والاستشراف والتجاوز والسخرية المرّة، من ترسم آلاف الضحكات، لكنها تُشعل في الوعي كل شراراتها.

 

آخر الأخبار
الداخلية ترحب بتقرير "العفو" الدولية حول الأحداث في السويداء بينهم "المخلوع".. فرنسا تصدر 7 مذكرات توقيف ضد مسؤولين من النظام البائد مدخل دمشق الشمالي.. أرصفة جديدة وتنظيم مروري لتحسين الانسيابية محافظة دمشق: معالجة الانحدارات وتعزيز السلامة الانشائية في "مزة 86" بعد ترميمه بحجر اللبون.. عودة المشاة إلى شارع الأمين أردوغان: لن نترك سوريا وحدها وسنقف إلى جانبها دائماً سوق البيع في المعرض..إقبال على الغذائيات والشركات الصاعدة نحو الواجهة "غلوبال بيس ميشن" الماليزية..من الإغاثة الطارئة إلى دعم التنمية المستدامة في سوريا وزير المالية: خطوات جديدة لتحسين صرف رواتب المتقاعدين "الذرية" تعثر على آثار يورانيوم في موقع بدير الزور وتؤكد تعاون دمشق الجوز في طرطوس.. بين مشقّة الجني وغلاء الأسعار هل تقدم قمة "شنغهاي" نموذجاً جديداً للعلاقات الدولية محوره الصين؟ تحسين التغذية الكهربائية في دوما سوريا وإيطاليا.. تعزيز مسار العلاقات والتواصل لخدمة المصالح المشتركة تخفيضات تصل إلى 40بالمئة.. إقبال كبير على بازار "عودة المدارس" في طرطوس مركز البوابية الصحي.. خطوة تعزز خط المناعة الأول في الريف الجنوبي لحلب خطة لزيادة أقساط التأمين 18 مرة خلال عشر سنوات  "لن يبقى قريباً أحد لينقل ما يحدث"..  هل يحمي القانون الدولي الإعلاميين؟  المصحف الشريف الأكبر في العالم خُطَّ بدمشق..جناح وزارة الأوقاف.. ضيافة ماء زمزم هل بدأ الغرب يتحول أخيرًا ضد إسرائيل؟