ربما كثير ممن خاضوا تجربة الانتخابات التشريعية السابقة خابت آمالهم باختيار مرشحهم ليمثلهم في مجلس يجب أن يحقق المستطاع من الأحلام والطموحات، والبعض منهم ربما وصل أيضاً إلى حالة من الإحباط والتسليم بعدم قدرة بعض من أعضاء مجلس الشعب تخفيف معاناتهم من تداعيات حرب حاول فيها العدو الحاقد الطامع استهداف المواطن السوري في أمنه وأمانه وفي لقمة عيشه.. للنيل من ثقة الشعب بالحكومة ولزعزعة الشعور بالانتماء والمواطنة وتخفيض الشعور بالمسؤولية تجاه الوطن.
وكلما اشتدت المحنة حضرت اللُحمة الوطنية لتحصين الوطن وتطهير أرضه من نجس ورجس المرتزقة، ما جعل حجم التضحية كبير في الأرواح فداء لتراب الوطن .
اليوم، أكثرمن أي وقت مضى لا بد من مواصلة التحدي وفاء لدماء الشهداء، ويكون ذلك بممارسة حقنا وواجبنا في انتخاب المرشح الأفضل.. ولكل مواطن الحرية في التعبير والاختيار، وللأجيال حق المحاسبة إن لم نُجد حسن الانتخاب والاختيار وبالتالي وصول أي منهم إلى البرلمان وعدم قيامه بالمطلوب وممارسة صلاحياته بشجاعة وجرأة، هي حجة على الناخب لأنه أخطأ انتقاء من يشاركه وجعه ويعيش همه، أو تنازل عن هذا الحق لمجرد انطباعات سائدة وصورة نمطية سلبية عن أعضاء مجلس الشعب وفقدان لمصداقيته.
لدينا الكثير من الخبرات الوطنية والمهارات والقدرات والعقول المبدعة، والنوايا الصادقة والإرادة الجادة للنهوض بالوطن.. لبناء الغد الأجمل، يجب أن نبحث عنهم في قوائم المرشحين وندعمهم بمنحهم ثقتنا المبصرة والبصيرة بعزيمتهم.
هذا الاستحقاق فرصة تاريخية وأمانة وطنية تحتم علينا خوض معركة الانتخابات التشريعية بتفاؤل وطني، وضرورة تعميق الوعي بطلباتنا أمام نوابنا.. فإن أردنا أن نطاع فلنطلب المستطاع.
عين المجتمع – رويدة سليمان