ثورة أون لاين -حمص – رفاه الدروبي:
اتشحت واسطة العقد ليلة أمس بوشاح أسود لفقدان قامة من قاماتها تركت أثراً لا يمحى في مجال البحث والموسيقا والفن وأدب الأطفال إنه الباحث والموسيقي والفنان والمؤلف ورئيس نادي دوحة الميماس محمد بري العواني، لقد ترجل الفارس فكان الخبر وقعه كبير يصم الآذان وتزف الدموع على إنسان عمل فأخلص لوطنه ومدينته ولنجد لأول مرة المخرج المسرحي فرحان بلبل يقول: إن لساني يعجز عن النطق ولا أستطيع البوح بأي كلمة.
رئيس اتحاد الكتاب العرب فرع حمص الدكتور عبد الرحمن البيطار أكد بأن بوفاة الباحث العواني نخسر صديقاً صدوقاً وزميلاً مخلصاً لقد كان لساناً طيباً وأدباً فنياً رائعاً مستمراً بلا كلل وبفقده خسرت حمص الكثير لأنه كان يبني مع الأطفال ثم الشباب فالكبار أفنى سنين لخدمة الأطفال أمل المستقبل وعمراً طويلاً في العمل الفني وخاصة ما أنجزه أخيراً من استعادة دور نادي دوحة الميماس ومساهماته الواضحة الجلية في اتحاد الكتاب العرب بحمص حينما نقدم أي كاتب أو أديب فكأنه هو نفسه ذات الشخص لافتاً إلى مساهماته في خدمة مدينته ووطنه ولابد من عدم نسيان مساهماته في إنقاذ الجمعية التاريخية وموافقه النبيلة المشجعة بكل صراحة الكلمات لن تفي حقه من خلال أعماله وعلاقتنا به خلال السنوات وستبقى ذكراه في القلوب والكتب المقدمة من عينيه ويديه وفكره ومنارة لأهل الأدب والتاريخ والفن والموسيقا والمسرح بشكل خاص وذكراه باقية من خلال من دربهم وعمل معهم وليس لنا إلا القول بأن الموت حق على كل إنسان.
الفنان تمام العواني قال: إنه ابن نادي دوحة الميماس الذي أخلص له ولمدينته فكان مهماً على كافة المستويات لقد عملنا سويا ورافقته لأربعة عقود كان لي أباً وأخاً وصديقاً وزوج أخت عملت معه أكثر من 15 عملاً مسرحياً وخبرته باحثاً مجداً ومشروع باحث موسيقي ومطرب جد واجتهد فكان من الممثلين الذين حصلوا على أفضل ممثل ومخرج مسرحي وفنان شامل طرق باب كل الفنون وعلم الأجيال عمل مع الأطفال ورافقهم مدة 18 عاماً في منظمة الطلائع لافتاً عن مساهماته في تقديم العون لكل من يمد إليه يده من طلاب الدبلوم والماجستير ولا أنس مقولته بقدر ما أعلم الناس أتعلم منهم لقد كان رجل متحضراً متنوراً فكان له دور في التأليف المسرحي والدراسات والمقالة لافتاً خلال حديثه كثيراً ما طرحت عليه سؤال عن عدم ذهابه للعاصمة فيقول: “لا يمكن أن أغادر حمص لأن هناك أمانة لا أتركها إنهم أعضاء دوحة الميماس القدامى تركوهم لي أمانة ولن أتركهم لآخر نفس” ووصيته الأخيرة لأعضاء النادي أن يبقي أبوابه مشرعة لكل الناس.
رئيسة فرقة السماح ومدربتها بنادي دوحة الميماس صدقية الشبعان تحدثت قائلة: لقد رافقته مدة 23 عاماً ولا يمكن التعبير بالكلام عن كل ما يجول في نفوسنا واعتبرته خسارة كبيرة لمدينة حمص عامة والنادي خاصة منوهة بأنها لا تستطيع إيجاد كلمات تليق بشخص خسارته على المستوى الإنساني وبأنه قامة على مستوى سورية والوطن العربي في عقله المبدع بكل أنواع الأدب والبحث الموسيقي والتأليف وخصت بالذكر مسرح الطفل ولن يحل مكانه شخص نجد لديه كل المقومات بحياتنا لقد قدم للفرقة كافة أنواع الدعم.
بينما أردف الفنان محمد خير الكيلاني بأن صديق الفن والمسرح والثقافة ترافقنا في “درب المهابيل” المسرح لكنه لم يعد يطعم خبزاً ودعاني لفرقة المركز الثقافي منذ تأسيسها وقدمنا اعمالاً مسرحية أهمها “قرقاش” لسميح القاسم وإخراج محمد الحموي وساهمنا في إحياء نادي دوحة الميماس بعد فترة ركود وأحيينا نشاطات من جديد بتقديم حفلات غنائية على المسرح بهدف عودة الروح له منوهاً بأن العواني كان استاذاً ومعلماً لأجيال من الفنانين الشباب تعلم منه الحكمة والرأي السديد والصبر في أعمال فنية متابعاً عن ملازمته في آخر أيامه حياته فكان يقول على سرير المرض: “نحن جيل لن يتكرر بالوفاء والأصالة والحب”.
كما أكد الفنان الكيلاني بأن واسطة العقد فقدت بغيابه البحث الموسيقي والتوثيق لشخصيات مسرحية وأدبية وستفقد معه قائداً لنادي الميماس وفرقته الموسيقية الذي ألقى على كاهله إعادة الحياة لها خلال فترة الحرب على سوريا وأعاد التواصل مع الناس لعودة الحياة على المسارح وها هي مدينة ابن الوليد تطوي صفحة من المعلومة السائرة على قدمين لأنه كان يمشي ومعه المعلومة الموثقة لكل فنون الأدب والموسيقا