الثورة – رنا بدري سلوم:
أرفض أن يُقسَّم وطني كقالب حلوى، بعد حفلة تنكريّة بذريعة مسميات مختلفة “حماية الأقليات”، تحت صفات يتبعها العميّ، خدمة لأجندة خارجية، على رأسها خطة “ممر داود”.
أرفض باسم كل سوري حرّ أن يرفرف علم الكيان الإسرائيلي، ونحن أسياد الأرض.
ارتقى ملايين السوريين ليستعيدوا هذه السيادة، ولا تزال تنزف قلوب الأمهات في ذكرى ارتقاء أبنائهن على ثرى الوطن من شمال سوريا إلى جنوبها، من شرقها إلى غربها ، تسقط السياسات أمام دمعة الأمومة المكلومة.
أرفض باسم من ينبض التاريخ في قلبه وذاكرته، ويفخر بأنه حفيد سلطان باشا الأطرش، ابن هذا الجبل الأشم الذي خط معنى الحرية والكرامة الإنسانية.
من أنا إذا لم أكن كل ذلك؟
أنا السوري الذي استقطب أنظار العالم، بصموده على جراحه قبل انتصاراته، وبصبره على جوعه وحصاره ، قبل أن يستجيب القدر له ويتحرر من نظام ديكتاتوري، جلّ همه كتم الأصوات الحرّة، وكيف ننسى أن هذا الجبل منذ أن بدأ الأحرار وقفتهم، كانوا صفاً واحداً في ساحة الكرامة في السويداء يهتفون باسم المحافظات التي نادت بالحرية ؟.
كيف يكون بناء الهوية عند البعض متغيراً، مشحوناً بالسياسة العدائية وقابلاً للانزلاق إلى العنف حسب طريقة موظفيه باسم الدين؟ وأنا على يقين بأن كل الأراجيف خلف عباءات الأديان ستحرق!.
كيف يأمن من يبيع وطنه هذا الكيان الغاشم الذي يدخل كالسرطان إلى دمنا السوري، يحرمنا حياتنا الطبيعية ويزعزع استقرارنا ويشعرنا بالانهيار ونقص المناعة، وتشرذم الأفكار وعجز الكلام وهول الأحداث بعد كل هذا الدمار الذي خلّفه في دمشق ودرعا، ولايزال يتوغل في القنيطرة؟!.
كيف يرفرف علم كيان لا يعرف الرحمة، أباد الشعب الفلسطيني المكلوم بإبادة الحرب والجوع على مرأى العالم وصمت دولي كي يستوطن الأرض ؟!.
بالله عليكم أيها القلة القليلة ممن يحملون علم العدو في ساحة الكرامة التي هي بريئة مما تفعلونه، إن علم الجمهورية العربية السورية سيبقى فوق الجميع، وتبقى الحرية التي انطلقت من حناجركم يوماً وفية لمبادئكم.
فكونوا على قدر الحرية التي حصلتم عليها. كونوا على قدر الدماء التي قدمتموها قرابين لكي يبقى الجبل عربياً يفخر بعروبته الأصيلة، تسقط السياسات ويبقى هذا الشعب متجذراً، يصعب اقتلاعه.
لنقرأ التاريخ ولنتعلم من دروسه عبراً، ولنطفئ لعنة الجغرافيا، التي يوقظها عدونا باستراتيجية يمشيها بهدوء وحذر شديدين، بتغييب العقول لهدم الهوية وتوظيفها الإيديولوجي.
تمسكوا بالهوية الحقيقية، هويتنا السورية، لنكون أسياد الموقف والكلمة والأرض الطيبة .