الثورة – سيرين المصطفى:
أطلق مجموعة من الفنانين السوريين في ريف إدلب، مبادرة فنية قدموا من خلالها رسومات جميلة دعماً لحملة “الوفاء لإدلب”، واستهدفت هذه المبادرة العديد من المناطق المتأثرة بالنزوح نتيجة الحرب، مثل جرجناز، كفرنبل، سراقب، وأيضاً مدينة إدلب ومعرة مصرين وأريحا، وغيرها من المناطق.
ونشرت محافظة إدلب صوراً توثق لقطات من المبادرة، تضمنت مشاركة أطفال مدرسة “بيت العيلة” مع الفنانين في رسم جدارية على جبل الأربعين، تضامناً مع حملة “الوفاء لإدلب”، وعبّرت الجدارية بألوانها ورسائلها عن الطفولة والمحبة، مؤكدة دور الجيل الصاعد في دعم الحملة والمساهمة في إعادة الحياة إلى المناطق المتضررة.
كما وثّقت الصور رسامين وهم يرسمون منطقة السبع بحرات بمدينة إدلب، بالإضافة إلى لوحات جدارية على جدران مدمرة في بلدة جرجناز، لتعكس التضامن والدعم مع المناطق المتضررة بفعل الحرب، وتعزيز روح الأمل والتكاتف في مواجهة التحديات.
التقت “الثورة” مع الرسام عزيز الأسمر، المنحدر من مدينة بنش في محافظة إدلب، الذي أكد في تصريح خاص للصحيفة أن مبادرتهم تضمنت رسم جدارية على جدار مخيم لدعم حملة “الوفاء لإدلب”، بهدف لفت أنظار الداعمين إلى وجود مهجرين لا يزالون يعيشون في الخيام نتيجة عجزهم عن إعادة بناء منازلهم، ونقص البنى التحتية في قراهم.
وأضاف الأسمر أنهم رسموا في قرى تعرضت لدمار واسع، مثل جرجناز وسراقب، كرسالة للعالم للمساهمة في إعادة إعمار ما دمره نظام الأسد، كما نفذوا رسوماً على جدران مدينة إدلب لتسليط الضوء على أن المدينة، التي كانت حاضنة الثورة ومنطلق التحرير، شهدت عمراناً ونهضة رغم القصف.
وأكد الفنان عزيز أن السوريين أثبتوا من خلال حملات إعادة الإعمار في المحافظات أنهم أهل كرم ونخوة، وقادرون على التكاتف والتعاون لبلسمة جراحهم، مضيفاً أن الفن يعد لغة عالمية ومنصة إنسانية يمكن من خلالها مخاطبة قلوب المتلقين في أي دولة حول العالم.
وتعكس هذه المبادرة الدور الذي يمكن أن يلعبه الفن في دعم المجتمعات المحلية، وتسليط الضوء على احتياجات المتضررين، بالإضافة إلى تعزيز روح التضامن بين الأهالي والفنانين والمجتمع المحلي بشكل عام.