الثورة – فادية مجد:
صادف منذ أيام، وتحديداً في الحادي والعشرين من أيلول الذكرى الثانية والأربعين لرحيل المطربة السورية فايزة أحمد، صاحبة الصوت الذهبي الذي لايزال يلامس قلوبنا، ويوقظ ذكرياتنا، صوت يعد من أعذب الأصوات وأجملها في عالمنا العربي.
رحلة المجد
ولدت المطربة الراحلة فايزة أحمد في مدينة صيدا اللبنانية لأب سوري، ونشأت في دمشق، إذ بدأت خطواتها الأولى في عالم الفن، أصرّت على إثبات موهبتها، حتى حصلت على اعتماد رسمي، لتنتقل لاحقاً إلى القاهرة، وهناك بدأت مرحلة التألق، لتصبح واحدة من أبرز نجمات الغناء في العالم العربي.
تميّزت الراحلة فايزة أحمد بصوت دافئ عذب، يحمل شجناً خاصاً، جعلها تتربع على عرش القلوب، وقد تعاونت مع كبار الملحنين، أبرزهم محمد عبد الوهاب الذي لحن لها أغنية “ست الحبايب”، الأغنية التي أصبحت نشيداً للأمومة ، كما تعاونت مع محمد الموجي، وبليغ حمدي، ومحمد سلطان الذي أصبح زوجها، وشريكها الفني، والذي لحن لها عشرات الأغاني، منها “بكره تعرف” و”أيوه تعبني هواك”.
أعمال خالدة
قدمت المطربة الراحلة أكثر من 400 أغنية من أشهرها “ست الحبايب”، “أنا قلبي إليك ميّال”، “بكرة تعرف”، “أيوه تعبني هواك”، “بيت العز”، “تمر حنة”، “يامه القمر ع الباب”، كما شاركت في عدد من الأفلام السينمائية، منها: تمر حنة “1957”، أنا وبناتي “1961”، منتهى الفرح “1963”.
في سنواتها الأخيرة، عانت فايزة أحمد من المرض، لكنها ظلت تغني حتى الرمق الأخير، لترحل عن عمر ناهز 49 عاماً، تاركة وراءها مدرسة فنية متكاملة، وصوتاً لا يزال يُدرس في معاهد الموسيقا ويبث في الإذاعات.
وعلى الرغم من مرور أكثر من أربعة عقود على رحيلها، لا تزال أغاني فايزة أحمد تُردد في المناسبات، وتُغنى في الحفلات، وتُبث في الإذاعات، لتبقى رمزاً للفن الأصيل، وصوتاً لا يشيخ، وعذوبة قل مثيلها بشجنها الجميل.