مدينة الرقة السورية تنعى وفاة الأديب والمعتقل الثائر معبد الحسون بعد خمسة عقود من النضال والثورة والسجون.
الرقة_أسامة عبدالكريم الخلف:
إنه ميتٌ نُبش من قبره، سارع يقول له: يا للمسكين المعذب، لقد توضأتَ بماء المسافات، حسنٌ فعلت بعودتك إليّ.
كنت في الماضي مثلك. أتوضأ أيضاً بماء المسافات، وأتيمم على قوارع الطرق. وكم ضيعتُ الجهات مثلك، فاتخذتُ القلب بوصلة. لقد استرحتُ منذ أن فقدتُ إيماني بأن في هذه الحياة شيئاً يستحق الرحيل..”.
هكذا كانت إحدى مقتبسات رواية الراحل معبد الحسون “الظلام” التي سردت حقبة من الظلم والظلام وفنون التعذيب في معتقلات نظام الأسد الأب “تدمر، صيدنايا، المزة”.
توفي الكاتب والمعارض السياسي السوري معبد الحسون، أمس الجمعة، بعد صراع مع المرض في منفاه بفرنسا، تاركاً خلفه إرثاً ثقافياً وسياسياً غنياً.
ونعت أوساط إعلامية وثقافية خبر وفاة الحسون في مواقع التواصل الاجتماعي، مذكّرين بدوره البارز كصوت ثوري وثّق معاناة السوريين في كتاباته.
معبد الحسون، باحث وأديب سوري من مواليد مدينة الرقة عام 1957. يحمل إجازة في اللغة العربية من جامعة حلب. ومقيم حالياً في فرنسا.
اعتقل في عام 1980 لمدة 12 عاماً. وعمل خلال سنوات الثورة رئيساً لتحرير موقع “الرقة بوست”.
وللحسون ثلاث روايات هي: “قبل حلول الظلام”، و”حين نُفِخ في الصور”، ورواية “الحرب”.
كما كتب العديد من المؤلفات التوثيقية، منها: “الرقة والثورة”، و”شهادة شخصية”، إضافة إلى عدد كبير من الدراسات البحثية والمقالات.
ترك الحسون بصمة قوية من خلال أعماله، أبرزها: رواية “قبل حلول الظلام”: التي وثّقت تجربته القاسية في سجن تدمر، كتاب “الرقة والثورة – شهادة شخصية”: الذي كشف فيه عن علاقة تنظيم “داعش” بمخابرات النظام السوري، مستنداً إلى وثائق وشهادات مباشرة، رواية “الحرب” وسيناريو غير مكتمل عن سيطرة تنظيم “داعش” على الرقة.
بالإضافة إلى ذلك، حوّل الحسون صفحته على فيسبوك إلى منصة لتوثيق تاريخ سوريا ومقالاته السياسية، ليظل صوته حاضراً حتى بعد وفاته.
شارك في الثورة السورية منذ بداية الحراك عام 2011، وساهم في تنظيم مظاهرات الرقة ودعم العمل الإغاثي، قبل أن يلجأ إلى تركيا عام 2014، ثم إلى فرنسا عام 2016.
الراحل معبد الحسون كتب سيرته الذاتية في صفحته على الفيس بوك:
الاسم : معبد الحسون / مواليد سوريا ـ الرقة ـ 1957 / مقيم حالياً في فرنسا (مدينة Clermont-Ferrand) من تاريخ 6/ 7/ 2016.
حاصل على شهادة الابتدائية والاعدادية والثانوية من مدارس الرقة، والجامعية (الآداب) ـ قسم اللغة العربية ـ من جامعة حلب.
قضيت في معتقلات النظام حوالي 11 سنة ونصف، وخرجت من المعتقل نهاية عام 1991 وكانت لي تجربة طويلة ومتنوعة من خلال تنقلي بين سجون المزة ثم تدمر ثم صيدنايا.
لم أعمل في أي حقل وظيفي أو تعليمي بعد خروجي من المعتقل، وبقيت أزاول أعمالاً حرة مختلفة حتى تاريخ بدء الثورة السورية، حيث شاركت في كل مراحل العمل الثوري في مدينة ومحافظة الرقة منذ بداية الحراك الثوري حتى بدايات عام 2014.. وبعد استيلاء تنظيم داعش على كامل مقاليد المحافظة وسيطرتها بالكامل خرجت وعائلتي إلى تركيا، وأقمت في تركيا قرابة سنتين ونصف، حيث تقدمت بطلب لجوء رسمي إلى فرنسا، وحصلت عليه، وسافرت إلى فرنسا. ومنذ تموز 2016 مقيم في فرنسا. متزوج ولي خمسة أبناء.
عملت في فترة إقامتي في تركيا على عدة أنشطة ومجالات ثورية وفكرية وأدبية وسياسية. وأسست موقع الرقة بوست الإلكتروني للإعلام والثقافة الثورية والإعلام البديل. وتوليت رئاسة تحرير الموقع حوالي ثلاث سنوات.
كتبت عددا من المؤلفات المختلفة في مواضيع ومجالات شتى، خاصة مقالات الرأي في الشأن السياسي والثوري السوري بصورة عامة.. فأنا أتابع الكتابة في المقالة خاصة، منذ حوالي سبع سنوات.
ولدي عدة أبحاث ومواضيع فكرية بعضها منجز، وبعضها الآخر لم أتابع العمل فيه، أو هو يحتاج إلى مراجعة مجدداً..
-نشرت كثيرا من مقالاتي في مواقع: الرقة بوست ـ العربي الجديد ـ بروكار برس ـ تلفزيون سوريا ـ سيريانا نيوز.. وغير ذلك لدي عدد من الكتب المؤلفة، بعضها منشور، منها:
ــ (الرقة والثورة ـ شهادة شخصية) منشور. صدر عن دار موزاييك ـ تركيا/ استانبول
ــ (الحرب). رواية منشورة. صدرت عن دار موازاييك ـ تركيا/ استانبول
ــ (الشفق الأخير) ــ رواية منشورة صدرت عن دار موزاييك للطباعة والنشر ـ تركيا استنبول.
ــ (قبل حلول الظلام) رواية وثائقية بأسلوب السيرة الذاتية. وهي رواية بسردية توثيقية. صدرت عن دار نون للنشر والتوزيع ـ تركيا/ عينتاب.