الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم:
الحدث الجلل الذي ألم بلبنان يوم أمس إثر الانفجار المروع في مرفأ بيروت، المرفأ الرئيس في لبنان وشريان الحياة فيها، والذي خلف عدداً كبيراً من الضحايا والجرحى.. حدث آلمنا وآلم الناس والعالم كله، وهم يتابعون بأسى وحزن عميقين على شاشات التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي مشاهد الانفجار الرهيبة، وكأنها تعيد إلى الأذهان صور التفجير النووي الأميركي في هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين في القرن الماضي بأهواله ونتائجه الكارثية.
حدث جلل هز لبنان والمنطقة والعالم، بتداعياته الخطيرة على لبنان سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وأصاب الشعب الشقيق في لبنان بجرح عميق، سيتأثر كثيراً بنتيجته ولا سيما أنه أصاب عصب الاقتصاد فيه، وأن تداعياته ستستمر لأشهر وربما لسنوات، لن تبقى محصورة بلبنان وحده فحسب، بل ستشمل شعوب المنطقة والعالم.
وإثر الحدث الجلل والمؤلم، تتالت حملات التضامن والتعاطف مع الشعب اللبناني من الأشقاء والأصدقاء والأحرار في العالم، وأنه لن يبقى في محنته وحيداً.
سورية التي كانت مع الشقيق لبنان في السراء والضراء، ووقفت مع شعبه وقواه الحية منذ استقلاله وتأسيس نظامه الجمهوري. فكانت إلى جانب لبنان الوحدة الوطنية والبناء والإعمار، ولبنان الصمود والمقاومة للاحتلال الصهيوني.
ولا تزال سورية قيادة وشعباً وجيشاً إلى جانب لبنان، وتقف اليوم إلى جانبه في محنته، وهو ما أكدته سورية من خلال التضامن مع لبنان بوضع إمكاناتها كافة بخدمة الأشقاء ومساعدتهم.
كما أعربت الحكومات والفعاليات السياسية العربية والدولية عن وقوفها إلى جانب حكومة لبنان وشعبها ومساندته لتجاوز محنته وإعادة الحياة لمرفأ بيروت شريان الحياة الاقتصادي للبنان.
إن حملة التضامن والتعاطف التي وجدها لبنان من الأشقاء والأصدقاء والأحرار في العالم، والتي ستتجسد في دعم خطواته ومساعدته بكل الإمكانات الاقتصادية لرفع المعاناة وآثار الكارثة، وإعادة البناء والإعمار، ما أسفر عنه الانفجار المروع، ستخفف دون شك من معاناة لبنان وتنقذه من الأهوال التي خلفتها كارثة الانفجار، وتؤكد أهمية لبنان وبيروت في قلوب العرب والشعوب الصديقة، وضرورة أن يستعيد دوره ومكانته في المنطقة والعالم، ويقطع الطريق أمام أعدائه الذين كانوا يهددونه ويرسلون الطائرات المسيرة، والتي سقط بعضها على أرض الجنوب، وكذلك اختراق أجوائه وتهديد سيادته ودولته بشن عدوان ضد أرضه وشعبه، وفي مقدمتهم الاحتلال الصهيوني الذي لم يتوان عن تهديد أمن لبنان وسيادته واحتلال أرضه.
كلنا أمل وثقة أن لبنان سيتجاوز محنته وسينتصر عليها، كما استطاع في السابق، بفضل وحدة أبناء شعبه أمام أي خطر يتهدد وطنهم وبدعم سورية دولة وشعباً وجيشاً وقيادة في كل الأوقات.