الثورة أون لاين – سهيلة إسماعيل:
أجمع سكان بلدة الرقامة في ريف حمص الجنوبي على أن الوضع في بلدتهم لم يعد يُطاق، فانتشار الحشرات والبعوض وتفشي الأمراض بسبب الحفرة الفنية لمنصرفات المساكن العسكرية المجاورة لمساكن البلدة بات مزعجاً جداً، ويتطلب من المسؤولين في محافظة حمص إيجاد حل سريع لهذه المعضلة، كما أنهم يتهمون كافة الجهات المعنية بالتقصير وسوء التدبير، ويتساءلون بمرارة: هل يعقل أن يبقى الاعتماد على الحفر الفنية ونحن في القرن الحادي والعشرين وما رافقه من تطورات في مختلف نواحي الحياة؟
– السكان: نريد حلاً سريعاً
خلال وجودنا في بلدة الرقامة التي يبلغ تعداد السكان فيها أكثر 11 ألف نسمة (البلدة والمساكن العسكرية) لمعرفة تفاصيل معاناتهم من مشكلة الصرف الصحي، وما تسببه من مشكلات بيئية وصحية واجتماعية التقينا عدداً من الأهالي:
– حسين القاسم وهو مراقب فني قال: لم يتم إنجاز مشروع الصرف الصحي الذي بدأ العمل به قبل الحرب على سورية، ما جعل السكان يعتمدون على جور فنية محفورة في الأراضي، وهي تشكل خطراً حقيقياً على المياه الجوفية وبالتالي مياه الشرب قي البلدة، بالإضافة لوجود حفرة فنية كبيرة مخصصة لمنصرفات الصرف الصحي للمساكن العسكرية، وهي قريبة جداً من البلدة، تتسع الحفرة لحوالي 300 م3 مياه مالحة، عمقها ستة أمتار وطولها 30 متراً، وجوانبها غير واضحة المعالم ما يجعل المارة عرضة للسقوط فيها، وهي تشكل خطراً كبيراً على الأراضي الزراعية المجاروة، زد على أنه تشكل مرتعاً ملائماً لانتشار الحشرات المختلفة والبعوض الناقل للأمراض.
– سامر الكوسا قال: إن وجود الحفرة الفنية أدى إلى تلويث مياه الآبار الارتوازية، كما ساهم في نشر الأمراض الخطيرة كمرض التهاب الكبد، والتهاب الأمعاء وغيرها من الأمراض الأخرى، ما جعل الأهالي يلجؤون لشراء مياه الشرب من الصهاريج الجوالة دون أن يعرفوا مصدرها أو مدى صلاحيتها للشرب وسلامتها. وما زاد الطين بلة أنه كان يوجد لدى البلدية صهريج يشفط الجور الفنية المتواجدة في البلدة، لكن تم إلغاؤه.
– وصال الحسن قالت: لقد أحدثوا في بلدتنا محكمة صلح لتخفيف عبء الذهاب على المواطن إلى حمص التي تبعد 35 كم، وأعتقد أنه كان الأولى بهم أن يكملوا مشروع الصرف الصحي لأن تكبد مشقة الذهاب إلى حمص أسهل بكثير من الإصابة ببعض الأمراض كالتهاب الكبد أو الأمعاء أو السرطان، بالإضافة إلى أن الجور الفنية أصبحت تسبب مشاكل اجتماعية بين الإخوة والأقارب.
-البلدية: لم نقف مكتوفي الأيدي:
وعند الحديث مع رئيس بلدية الرقامة حسين الكوسا وسؤاله عن الإجراءات التي قامت بها البلدية بخصوص موضوع الصرف الصحي قال: لم نقف مكتوفي الأيدي خلال الفترة الماضية، بل على العكس أرسلنا عدة كتب إلى كل من مديرية الخدمات الفنية والمحافظة، لكن دون جدوى تُذكر، وملخص الموضوع أن المشروع يعود إلى ما قبل الحرب على سوريه، حيث يوجد محطة ضخ للصرف الصحي وسط البلدة، وكانت مديرية الخدمات الفنية قد نفذت مرحلتين من المشروع عن طريق فرع الإنشاءات العسكرية، كما نفذت إحدى المنظمات الدولية المرحلة الثالثة بتكلفة 34 مليون ليرة سورية وطول 450 م، ولأن المشروع كبير، فإن تكلفته الإجمالية تبلغ ملياراً ونصف ليرة سورية، وفي نهاية العام 2012 أرسلت وزارة الموارد المائية لجنة لاستئناف تنفيذ المشروع ضمن خطتها (خط الإسالة ومحطة
الضخ)، لكن حتى الآن لم يحصل شيء وبقي المشروع على حاله، مع ازدياد معاناة السكان من انتشار الحشرات وتفشي بعض الأمراض بين السكان، وتلوّث مياه الشرب والأراضي الزراعية, حيث تم رصد أكثر من 60 حالة التهاب كبد وبائي في عام 2018، وجاء فريق من مديرية الصحة، وتم التأكد من الإصابات، وتمت مخاطبة الجهات المعنية في المحافظة، وهذه المرة أيضاً من دون جدوى…!!!، ومؤخراً تم اقتراح ربط الحفرة الفنية (التابعة للمساكن العسكرية) والموجودة ضمن المخطط التنظيمي للبلدة بخط الإسالة في الرقامة أو مد خط إسالة باتجاه محطة المعالجة في قرية المنزول المجاورة.
-الخدمات الفنية: الحل في القريب العاجل
وفي مديرية الخدمات الفنية أكد رئيس شعبة الصرف الصحي المهندس نصرالله الطرشة أنه سيتم البدء بتنفيذ المرحلة الرابعة من مشروع الصرف الصحي في الرقامة بقيمة 50 مليون ليرة، ونحن كجهة منفذة للمشروع ليس لدينا مشكلة بإكماله في حال توافر الاعتمادات التي تُرصد للوحدات الإدارية في القرى، وخاصة في ظل الظروف الحالية وارتفاع الأسعار غير المسبوق، وربما تأخرت مشاريع صرف صحي كثيرة في محافظة حمص ومنها مشروع بلدة الرقامة بسبب دراسة مشروع ( الماستر بلان ) منذ عدة سنوات، كما أننا نأمل مساعدة بعض المنظمات الدولية لإكمال المشروع لأنه مشروع كبير ومكلف.