الثورة أون لاين – بشرى سليمان:
تصلح جملة شكسبير الشهيرة “اكون أو لا أكون “لتكون عنواناً عريضاً لسلوكياتنا اليومية خاصة في هذه الأيام ،ونحن نواجه العدو الخفي (كوفيد 19) والذي بدأ بأخذ منحاه التصاعدي خاصةً في دمشق وريفها ،رغم جهود مختلف القطاعات وفي مقدمتها القطاع الصحي، الذي يقف على الجبهة الأمامية لمواجهة المرض ،أي أننا أمام تحدٍ كبير ولذلك فإن المسؤولية تقع على الجميع ،حتى الحصول على لقاح، أو القضاء على الفيروس من خلال اتباع الإرشادات والنصائح، التي تقدمها الجهات المعنية وفي مقدمتها التباعد الاجتماعي ،ووضع الكمامة للحد من انتشار الفيروس.
وفي هذا الشأن يبقى الوعي الاجتماعي هو السلاح الوحيد المتوفر بيد الجميع لتحقيق المصلحة المجتمعية، المتمثلة بالبقاء بصحة وسلامة بعيداً عن المرض ،وذلك من خلال سلوكيات وأخلاقيات الالتزام بالتوجيهات والتعليمات ،وأخذها على محمل الجد واحترام كل القرارات الصادرة من الدولة ،وتنفيذها دون الإخلال بها أو تقصد إهمالها ،لأن الإحساس بالمسؤولية وتحملها هو أسمى وأرقى المبادرات التي تحقق الكثير للمجتمع .
عندما نتكلم عن الوعي المجتمعي، يجب أن نعي أن الإلتزام بالقرارات الصادرة من الجهات المعنية تهدف إلى حمايتنا، وليس معاقبتنا بالجلوس في المنزل، أو الخروج مرتدين كمامة طبية، أو التباعد الاجتماعي.
الوعي المجتمعي هو سلوك يمكن ترجمته إلى أفعال،لكن من المؤسف حقاً نلحظ وجود فئة ليست بقليلة، لاتتحمل المسؤولية ولاتهتم بعواقب الخطر الذي بدأ يدق أبوابنا، بل تستهتر بالقرارات و التوصيات، فتمتنع عن ارتداء الكمامة، وترفض التخلي عن النزهات والرحلات، وجولات الأسواق المكتظة، والقيام بالزيارات العائلية بمناسبة أو بدونها.
إن مواجهة هذا العدو الخفي لاتحتمل الاجتهادات الفردية العبثية، فلا يوجد حل أفضل من اتخاذ الحيطة و الحذر، تجاه هذا الفيروس، و الحرص الشديد على عدم مخالطة الآخرين إلا للضرورة، و تطبيق التباعد الاجتماعي، إذ لاتستطيع الدول مهما كانت قوية و غنية متقدمة أو نامية ،القضاء على فيروس كورونا دون تعاون الأفراد الكامل ،فالمسؤولية هنا على الجميع و ليست على الحكومات فقط.
من المهم أيضاً المحافظة على التوازن النفسي للأسرة، بحيث نكون مصدر قوة لأطفالنا الذين يستمدون قوتهم من قوتنا، وعلينا أن نكون قدوةً حسنة لهم ،من خلال الالتزام بتعاميم الصحة والسلامة، ولا نسمح لكورونا أن تصيبنا بالإحباط والهلع.
لمواجهة كورونا علينا عدم التذمر، وعدم النظر للجانب السلبي، واستثمار طاقاتنا في محاولة لإيجاد الحلول، وهذا ما فعله بعض الشباب السوريين، المحبين لوطنهم المصرين على العمل والإبداع، فظهرت إلى النور المنفسة (أمل) التي تحولت من مجرد فكرة، إلى جهاز مصنع محلياً بشكل كامل، وفق المعايير الدولية شكلاً ومضموناً، بانتظار موافقة وزارة الصحة.
إن المسؤولية الاجتماعية تتطلب من الحكومات والمؤسسات الأهلية والأفراد العمل كفريق متناغم لتحقيق المصلحة العامة ، فمن دون تحمل الأفراد لمسؤولياتهم وعنايتهم بأنفسهم ،واتباع الإجراءات الاحترازية لن نتخطى هذه الأزمة.
