الثورة أون لاين – ميساء الجردي:
بدأت المؤسسة العامة للمطبوعات والكتب المدرسية بتنفيذ خطّتها الطباعيّة للعام الدراسي 2020- 2021 مباشرة بعد الانتهاء من طباعة الكتب المدرسية للفصل الدراسي الثاني للعام الماضي، حيث يتمّ توزيعها على المستودعات الفرعية التابعة للتجمّعات المدرسيّة بما يضمن وصول الكتاب إلى كلّ الطلاب. هذا ما أكّده مدير المؤسسة زهير سليمان لموقع “الثورة أون لاين”، مشيراً إلى الظروف الصعبة التي تعمل بها المؤسسة لتأمين الكتب وتوفيرها من حيث تأمين المواد الأولية التي تدخل مباشرة في صناعة الكتاب المدرسي من الورق والكرتون ، وصعوبة تأمين القطع التبديلية للآلات نتيجة الحظر من الشركات على المواد الأولية وعلى وسائط النقل التي تقوم بنقل هذه البضائع، إضافة إلى تقلبات أسعار المواد الأساسية بشكل كبير جداً، يليه جائحة الكورونا التي كان لها تأثير سلبي على عملية إنتاج الكتب المدرسية، لأن المطابع لم تعمل بطاقتها العمالية الكاملة وفقاً للإجراءات الاحترازية الصحية التي طبقت على العاملين في المطابع والمستودعات والإدارة المركزية.
جاهزة في المستودعات
وأشار سليمان إلى أنّ عملية الإنتاج كانت ضعيفة مقارنة بالسنوات الماضية لأنّ العاملين في المطابع أغلبهم من المناطق الريفيّة، وكان هناك مشكلة الحظر وفترات الدوام المحدودة وعدم السماح لدخول مناطق معيّنة ضمن التصدّي للجائحة ومع ذلك تمّ إنجاز الأعمال المهمة، والانتهاء من طباعة كتب الشهادات لمرحلة التعليم الأساسي، والتعليم الثانوي بفرعيها العلمي والأدبي وهي جاهزة في المستودعات في دمشق وجميع المحافظات من أجل أن يقوم الطلاب بالدورات الصيفية.
لافتاً إلى وجود خطة لإنجاز الكتب الأساسية بالنسبة لباقي الصفوف من عربي ورياضيات والتي وصلت إلى مراحلها الأخيرة مع طباعة البدائل المدرسية، رغم تأخر وصول المواد الأولية وارتفاع أسعار المواد الأولية والأجور ووسائط النقل.
كما أكد أنّ لديهم إحصائيات دقيقة بأعداد الطلاب في كل مدرسة و شعبة، وأن البيع الإفرادي للكتب في المستودعات الغاية منه تأمين الكتاب لمن يريد من الطلاب الأحرار وللطالب الذي فقد كتابه.
الزيادة شبه محدودة
وأوضح مدير المؤسسة العامة للمطبوعات والكتب المدرسية أن أسعار الكتب ارتفعت بنسب محدودة نظراً لارتفاع أسعار المواد التي تدخل في صناعة الكتاب المدرسي بشكل كبير جداً، ومع ذلك فالارتفاعات التي تم تعميمها على فروع المؤسسة والبيع الإفرادي تتراوح بين 45 و 80% وعلى سبيل المثال: نسخة كتب طلاب الصف الأول لا تتجاوز الخمسة آلاف ليرة سورية ونسخ كتب طلاب المرحلة الثانوية تعتبر الزيادات شبه محدودة قياساً بالارتفاعات الكبيرة لتكلفة الإنتاج، وهي تصل إلى حوالي 11 ألف ليرة سورية أي بفارق بسيط عن تسعيرة العام الماضي على الرغم من أن الزيادات الموجودة خلال السنوات الماضية وحتى الآن أصبحت كبيرة جداً بمعنى أن طنّ الورق الذي كان سابقاً سعره 50 ألفاً، في العام الماضي تمّ شراؤه بحوالي 550 ألف ليرة سورية وفي هذا العام سعره أكثر من مليوني ليرة سورية.
وأكد سليمان على الاستمرار في دعم الكتاب المدرسي وفقاً لقانون إلزامية التعليم ومجانيته التي تقدمها الدولة لأبنائنا الطلبة من الصف الأول وحتى الصف التاسع بحيث تقدم 80% من الكتب المدرسية بشكل مجاني للطلاب، مشيراً إلى توافر الكتب بشكل كامل في المراكز بشكل يصل إلى 90% في أغلبية المستودعات والبالغ عددها 400 مستودع موزّع على جميع الجغرافيا السورية وفي كل النواحي والمناطق وفي كل تجمع بشري وتجمع مدرسي.
مشيراً إلى إحداث الكثير من المستودعات في السنوات الأخيرة في جميع المحافظات كما تم تجزئة بعض المستودعات وقسم المستودع إلى قسمين بحيث يختصّ كل قسم ببيع الكتب لمرحلة دراسية معينة بهدف السرعة في الاستلام وتخفيف العبء عن العاملين في المستودع والجرد السريع ومنع الهدر بكلّ أشكاله.
مسؤولية الجميع
ووجّه مدير المؤسسة العامة للمطبوعات والكتب المدرسية رسالة إلى الطلبة وذويهم والكادر التعليم ولكل من يشارك في العملية التعليمة بأن الكتاب المدرسي هو درة ما تقدمه وزارة التربية وهو عقل الوزارة وتأمينه يكون في مقام تأمين المواد الأساسية مثل الخبز، وعلى الرغم من كل الظروف والحظر على بلدنا ما زال الكتاب المدرسي يقدم بشكل مدعوم ومجاني من حيث النوعية والجودة وليكون بين أيدي الجميع، متمنياً الحفاظ على الكتاب المدرسي وخاصة في هذه الظروف، حيث أصدرت الوزارة عدة تعاميم تتعلق بالإشراف والمحافظة على الكتاب المدرسي ليكون صالحاً لطالب آخر، وإعادة كل الكتب المستلمة من قبل الطلبة إلى المدرسة ومن ثمة يتم فرزها بحسب حالتها وإمكانية الاستفادة منها.
مبيناً أن الإشراف الجيد على الكتاب المدرسي واستخدامه بشكل تربوي وصحيح يجعله جيداً في الاستفادة منه لطالب آخر ، والكتب الجديدة تحلّ محلّ الكتب
لبالية وهي رديفة للنواقص بحيث تكون حقيبة الطالب والتلميذ هي حقيقة تربوية.
وأوضح سليمان في ردّه على الشكاوى المتعلقة بتوزيع الكتب القديمة بأنّ إعادة توزيع الكتاب لطالب آخر ليس وليدة السنوات الأخيرة وهذا الإجراء تقوم به الوزارة كل عام وهو أمر تربوي منذ عشرات السنين والأساس هو تعويد الطالب على ترتيب أموره والتفكير الإيجابي بالمحافظة على الممتلكات العامة والتفكير بمصلحة الغير.