الثورة اون لاين – رفيق الكفيري:
تؤكد المعطيات أن محافظة السويداء تتميز بواقع بيئي وتنوع مناخي وحيوي نباتي وحيواني كبيرين حيث يتواجد في جبل العرب أكثر من 900 نوع نباتي منها نحو 70 نوعاً يعتبر الجبل الموطن الأصلي لها، ما يجعل هناك فرصة لنشاط تربية النحل في السويداء طيلة أشهر السنة وتشير أرقام مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي في السويداء إلى أن أعداد خلايا النحل انخفضت في السويداء من 3578 خلية عام 2011 إلى 2141 خلية عام 2014 وعادت إلى الارتفاع بعد تجديد بعض المربين لها لتصل حاليا إلى نحو 3321 خلية يملكها 330 مربيا مشيرا إلى تحسن إنتاج العسل أيضا وبشكل تدريجي حيث بلغ الإنتاج العام الماضي 5ر16 طنا بعد انخفاضه إلى نحو13 طنا في الفترة الماضية.، وأشار المهندس زيد عبد السلام رئيس فرع الجمعية العلمية للنحالين السوريين في السويداء الى ان تربية النحل في المحافظة حديثة العهد نسبياً، حيث لم يحظ هذا النوع من النشاط باهتمام المزارعين حتى أواسط القرن الماضي ويمكن القول إن أول بداية له كانت عام 1947. وكانت الانطلاقة التالية من مركز إنعاش الريف في صلخد عام 1980 وفق أسس علمية واضحة، وبعد نجاح التجربة في المركز المذكور بدأت تربية النحل بالانتشار بشكل واسع في المحافظة، وبدأت أعداد المربين بالتزايد حتى بداية التسعينيات حيث بدئ بتربية النحل في مركز إنعاش الريف في قرية عريقة عام 1991. لافتا إلى انه خلال هذا الموسم توافرت ظروف مؤاتية لعملية التربية كمعدلات الأمطار الجيدة للعام الحالي المترافقة مع أجواء معتدلة مناسبة لنمو النباتات الذي انعكس بشكل إيجابي على نشاط النحل وسرعة تطور الخلايا في عدد من المواقع إضافة إلى توجه عدد من المواطنين لتربية النحل كمصدر دخل جديد ووجود مساعدات من قبل بعض الجهات للمربين تشمل طرودا ودورات تدريبية ولفت عبد السلام الى المعوقات التي وقفت عائقا أمام تربية النحل وأهمها ارتفاع تكاليف إنتاج العسل، وارتفاع أجور نقل خلايا النحل وترحيلها إلى المراعي، إضافة لوضع الطرقات الخطر، ولا سيما أن النقل يكون ليلاً وإلى مناطق زراعية غير مأهولة، عدا عن رش الأشجار في فترة الإزهار بمبيدات ومثبتات العقد، ما يؤدي إلى تسمم النحل.
وعانت تربية النحل في السويداء كما في سورية عموماً من مخلفات الحرب على سورية بأوجه عدة منها، تراجع مساحة الأراضي البرية الآمنة التي يمكن ترحيل النحل إليها ما أدى لنقص المراعي وبالتالي تراجع في عدد المربين وعدد الخلايا، نقص أدوية مكافحة أمراض النحل أدى إلى ضعف القدرة على العناية بالمنحل ما تسبب بفتك بعض الأمراض وعدم القدرة على علاجها بالشكل الأمثل، ومن المؤكد أن بعض التراجع في قطاع تربية النحل هو عدم قدرة النحالين على تعويض خسائرهم بسبب ارتفاع أسعار المستلزمات والخلايا لحدود عشرة أضعاف ما كان عليه قبل الحرب بالإضافة الى الآفات التي قد تؤدي إلى نفوق خلايا النحل هي: الفاروا، الدبور الأحمر بينما أهم الأمراض النيوزيماسيرنا، ومكافحة هذه الآفات والأمراض يحتاج إلى أدوية وهي مكلفة، وأشار عبد السلام إلى ان الجمعية العلمية للنحالين السوريين تسعى دائماً للحفاظ على المصادر الوراثية المحلية ومن هنا نؤكد ضرورة حماية ورعاية سلالة النحل السوري التي تستوطن بلادنا منذ ملايين السنين وتعتبر من السلالات الهامة عالمياً بشهادة كل الخبراء المحليين والأجانب حيث قاومت بتأقلمها مع الظروف المحلية كل الضغوط والإجهادات التي مرت بها، وبقي الدم السوري في النحل المحلي هو الغالب رغم دخول السلالات الأجنبية بطرق شتى، وأثبتت السلالة السورية أنها الأقدر على البقاء والسيادة في كل الظروف، من هنا ننبه في الجمعية العلمية للنحالين السوريين لضرورة العمل بشكل جدي على عدم السماح بإدخال النحل من السلالات الأجنبية إلا عن طريق الجهات البحثية المتخصصة بذلك بعد دراسة مدى تأقلمها مع ظروف المنطقة.