الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم:
الممارسات العدوانيّة الإرهابيّة لنظام أردوغان المنفلتة في المنطقة شرقاً وغرباً، تثير استغراب المراقبين وتساؤلهم حول المغزى من وراء هذا الانفلات التركي وتدخّله السافر بشؤون المنطقة والتماهي الأميركيّ معه.
تلك الممارسات الاستفزازيّة ولاسيما عدوان نظام أردوغان ضدّ شمال سورية واحتلاله لأجزاء من أراضيها وقيامه بفرض سياسة التتريك على المناطق التي يحتلّها، وتماهيه مع التنظيمات الإرهابيّة ودعمها بالسلاح والعتاد وتنسيقه مع أنظمة خليجيّة لتأمين الدعم المالي لها.
إضافة إلى العدوان التركي على شمال العراق وانتهاكه لسيادته وسيادة أراضيه، وكذلك تورّط نظام أردوغان الإرهابيّ بتأجيج الصراع في ليبيا من خلال إرسال مرتزقته لتوتير الوضع الأمني والقتال من دون غايات بما يمنع المصالحة والسلم الوطنيين بين الأطراف الليبية المتنازعة، كي تبقى ليبيا ساحة للتدخل الدوليّ والإقليميّ، وتسمح للأطراف الأميركيّة والغربيّة بالسيطرة على ثروات البلاد دون مصاعب.
يضاف إلى ذلك أيضاً، تدخل نظام أردوغان الإرهابي بالشؤون الداخلية في لبنان واليمن ودول خليجيّة وعربيّة أخرى.
فضلاً عن محاولاته السيطرة على ثروات شرق البحر الأبيض المتوسط، واعتداءاته على سيادة جيرانه اليونان وقبرص وحدودهما البحرية.
كلّ هذه الممارسات الاستفزازية لنظام أردوغان الإرهابي تهدد بتأجيج الصراع في المنطقة وزعزعة استقرار دولها، وتأزيم المشكلات فيها وتعقيدها.
اللافت في الأمر الصمت الأميركيّ الغربيّ تجاهها، وتماهي الإدارة الأميركيّة مع تلك الممارسات العدوانيّة، وترك نظام أردوغان الإرهابي يتمدّد بممارساته على حساب أمن المنطقة واستقرارها شرقاً وغرباً.
إذ ترى الإدارة الأميركيّة في نظام أردوغان الأداة المناسبة لتنفيذ مخطّطها العدوانيّ ضدّ المنطقة ولمصلحة الكيان الصهيوني في استمرار وجوده وتحقيق أطماعه العنصريّة والتوسعيّة، وخدمة المصالح الأميركيّة في المنطقة.
فالنظام التركي في تركيبته الإخوانيّة يناسب أهداف أميركا في زعزعة استقرار بلدان المنطقة، نظراً لتاريخ الإخوان الأسود في إثارة الفتن الطائفيّة، والصراع الأهلي، والارتباط الوثيق بالمخطط الأميركيّ الغربيّ، والتورّط بالممارسات الإرهابيّة الأميركيّة، وتدخلاتها بالشؤون الداخلية للمجتمعات العربيّة لتفتيتها وتقسيم دولها.
كما أنّ نظام أردوغان وفق الرؤية الأميركيّة، يشكّل امتداداً للتنظيمات الإرهابيّة العالميّة التي رعتها الولايات المتحدة مثل داعش والقاعدة قبلها، والتنظيمات الأخرى التي تمتهن القتل والإرهاب تحت غطاء الدين، فهو الأنسب لتنفيذ مخطّطها العدوانيّ ضد المنطقة ولمصلحة الكيان الصهيوني، الذي يواصل نظام أردوغان علاقاته السرّيّة معه.
وليست الإدانات المتفرقة التي تخرج أحياناً من أردوغان تجاه ممارسات العدوان الصهيونيّ المستمرّ ضدّ لبنان وفلسطين، إلا من باب التغطية على علاقاته السرية مع نظام تل أبيب، ومحاولة أردوغان استعادة العثمانيّة القديمة للهيمنة والسيطرة على الثروات العربية وخدمة المصلحة الأميركيّة والصهيونيّة.
وقد وجدت الإدارة الأميركيّة في الانفلات التركيّ، وتدخّله السافر في المنطقة مناسبة لتغطية احتلالها وممارساتها العدوانيّة في سورية وتوظيفه في خدمة تنفيذ مخطّطها في المنطقة لنهب ثرواتها، وتقسيم الدول، وتفتيتها ودعم الجماعات الانفصاليّة لتحقيق ذلك.
وفي المقابل، وجد نظام أردوغان في الغايات الأميركيّة مناسبة لتنفيذ أطماعه العثمانيّة القديمة المتجددة، وتغطية لدوره المشبوه، فوظّف نفسه للقيام بالدور الذي منحه له سيده الأميركيّ، ليعطيه نصيباً من السيطرة والهيمنة ونهب الثروات العربيّة.
فمنذ بداية الحرب الظالمة على سورية، كان نظام أردوغان الإرهابيّ من أوائل من تعاون، ولا يزال يتعاون مع المخطّط الأميركيّ، ويضع إمكاناته في خدمته، لذلك لا نستغرب التماهي الأميركيّ مع الممارسات الاستفزازية لنظام أردوغان شرقاً وغرباً في المنطقة.