الثورة اون لاين -معد عيسى:
يقترب الموسم الزراعي من بدايته، بينما مؤشرات الاستعداد على أرض الواقع لا تشي بتغيير المشهد رغم ثبوت أهمية هذا القطاع وأولويته في تأمين الغذاء وفرص العمل ومتطلبات الصناعة.
خلال السنوات التي مضت كانت تحشد كافة الإمكانات لنقل السماد والبذار والمحروقات إلى المنطقة الشرقية التي تسيطر عليها مجموعات قسد الإرهابية وكذلك المجموعات الإرهابية وقوات الاحتلال التركي، ولكن هذا واجب الدولة السورية التي لم تتنازل عنه يوماً ولكن المشكلة أن الإنتاج يذهب للمجموعات الإرهابية المسلحة ودولة الاحتلال التركي التي سرقت وحرقت ونهبت القمح السوري.
المشكلة في الأمر أن الدعم الذي يذهب للغرباء والأعداء يكون على حساب المناطق الأخرى التي تؤمن احتياجات الدولة السورية، ففي المواسم السابقة لم يتم تأمين السماد لكثير من المحافظات مثل حلب وحماه وطرطوس واللاذقية وهناك من زرع دون سماد و هناك من حصل على ربع حاجته وهذا انعكس على المواسم الصيفية والشتوية ويتخوف البعض هذا العام من تكرار سيناريو الأعوام الماضية.
المتممات الأخرى لبدء الموسم الزراعي يجب أن يتم ضبط آلية إيصالها للمزارعين ولا سيما المازوت الذي تم التلاعب بتوزيعه من قبل الجهات المشرفة على هذا الأمر، حيث تم تزويد كل محافظة بالكميات التي طلبتها في الخطة الزراعية ولكن الكميات لم تصل للمزارعين في إشارة إلى تصرف القائمين على الأمر بالكميات المخصصة للفلاحين.
دور اتحاد الفلاحين لا يقل أهمية عن دور المؤسسات الحكومية في تأمين احتياجات القطاع الزراعي والاشراف على إيصال مواد الدعم ولكن يبدو أن هذا الدور ما زال خجولاً ولا يتعدى دور الوسيط غير الفاعل وهو القادر بما يمتلكه من رأس مال على القيام بكثير من الاستثمارات الزراعية مثل مجففات الذرة ومعاصر الصويا وتأمين مستلزمات الانتاج وغير ذلك من متطلبات هذا القطاع.
حتى الآن مازالت الامور على طبيعتها، معمل السماد الذي يعتبر أمن غذائي للبلد متوقف، واتحاد الفلاحين ينتظر بدء التسجيل على السماد للقيام بدوره الخجول والمأجور بنسبة من أسعار بيع الأسمدة، والمصرف الزراعي كذلك ينتظر أن يأتيه السماد ليقوم بتوزيعه.
عدد كبير من الجهات الإشرافية والمعنية والوسيطة تطلع بالشأن الزراعي تتفنن وتتقن سبل حصاد الدعم المقدم للفلاح وتحويله لها، بينما الفلاح يتلقى وعوداً رغم أن خزينة الدولة خصصت الدعم .
الدولة لم تبخل بتخصيص الدعم رغم جراحها ولكن القائمين والمشرفين على توزيع الدعم استثمروا وسخرواالأمور لمصلحتهم.
طبعاً التعميم خطأ ولكن الأمر يأخذ صفة التعميم، فالمازوت الذي خصصته الدولة ولم يصل الفلاح ذهب لجيوب القائمين والمشرفين على التوزيع وما أكثرهم.
عندما يتم إرسال الدعم لمناطق ليس للدولة عليها سلطة فإن الدعم يذهب إلى أماكن أخرى ليست هي المستهدفة بالدعم وفي هذه الحالات تلجأ الدولة لدعم المنتج النهائي وليس مدخلات الإنتاج كي تضمن وصول الدعم للفلاح من جهة وحصول الدولة على الإنتاج من جهة تانية.
الأمور لا تحتمل، معمل السماد يجب أن يقلع، ومستلزمات الإنتاج يجب أن تتأمن، وسبل إيصال الدعم يجب أن تكون واضحة ومحصنة ومضبوطة، كما يجب تقليل عدد الجهات المعنية والمشرفة وإبعاد من لا علاقة له بالأمر.
جهات الإشراف على كثرتها تأخذ الحصة الأكبر من الدعم، والاعتراض لم يفلح لأن الحكم هو الخصم في غياب المحاسبة والجهات الرقابية.